الإمامة الهاشمية ونقل المعركة من ميدان السياسة إلى ميدان الفكر بعد حصار السبعين يوما.
منتدى معد كرب القومي
خيوط الظلام – عبد الفتاح البتول
شهدت السنوات الخمس التي أعقبت ثورة سبتمبر 1962، مخاضات هامة، ومنعطفات جوهرية مرت بها اليمن أبرزها “حرب السبعين يوما”..
وخلال تلك الفترة “تكونت المقاومة الشعبية في مختلف المدن اليمنية للدفاع عن صنعاء مع القوات المسلحة ورفع الجميع شعار (الجمهورية أو الموت)، وكانت ملحمة السبعين يوماً التي بدأت في الأول من ديسمبر 1967م وانتهت في الثامن من فبراير 1968م، ومع شدة الحصار وكثافة النيران إلا أن القوات الجمهورية استطاعت دحر القوات الإمامية وهزيمتها”.
لقد خاب ظن الإماميين وتحطمت آمالهم أمام الالتفاف الشعبي والزخم الجماهيري الذي أحاط بالثورة والجمهورية، وتم دحر فلول الملكية، وبذلك أدركت القوى الإمامية استحالة المواجهة العسكرية لإسقاط الثورة والجمهورية وبرز من ذلك الوقت الكلام حول المصالحة الوطنية، حيث أراد النظام الجمهوري وقف المعارك الدموية وأراد الإماميون الدخول في جولة من الصراع السياسي والفكري فقد دخل الإماميون المصالحة رهبة لا رغبة وضرورة لا قناعة وكان دخولهم في الجمهورية أفواجاً لنقل المواجهة من الحرب العسكرية إلى الأعمال الفكرية.
ووجد التيار الإمامي في المصالحة الوطنية هروباً من الهزيمة والانهيار فأعلنوا الولاء للثورة والجمهورية، إلا أن ذلك لا يعني الإيمان بالثورة ولا التوقف عن محاولة الكيد لها والنيل منها.(*)
وبعد أكثر من خمسة عقود على قيام ثورة 26 سبتمبر، واحباط أخطر مؤامرة على الجمهورية “حصار السبعين يوما”، ها هم الإماميون أعادوا الكرّة، ولكنهم هذه المرة نجحوا في تحقيق مآربهم، حيث تمكن الحوثيون من استعادة السلطة التي خسرها اجدادهم آل حميد الدين.
ومنذ أن وضع الحوثيون أقدامهم على بلاط السلطة، حتى سارعوا لتحصين أنفسهم فكريا، من خلال تبني برامج فكرية طائفية تهدف لتخدير المجتمع وضخ قدر هائل من الأكاذيب والتضليل في أوساط الناس، ليتسنى لهم حماية انقلابهم.
وهم اليوم يحكمون بالحديد والنار، وبنفس أساليب الأئمة الظالمة، ومثلما تشكلت مقاومة لأنظمة الأئمة المتعاقبة، أصبح هناك مقاومة واسعة النطاق لسلطة الحوثيين، وعما قريب سنشهد أفول نجمها، كما أفل نجم آل حميد الدين في فجر 26 سبتمبر، وسقط نهائيا من سماء اليمن بعد فشل حصار السبعين يوما.
التعليقات 0:
تعليقك على المقال