تفاصيل الخبر

احتفال الأقيال بمعجزة المسند..

احتفال الأقيال بمعجزة المسند..

أخبار وتقارير / 2022-02-21 14:12:14 / منتدى معد كرب القومي - خاص

 

*مصطفى محمود

 

عن خط المسند وتخصيص الأقيال يوم للاحتفال بمعجزاته و أحيائه، خلصت إلى نقطتين الأولى عن خط المسند ذاته، والثانيه عن الأقيال وقبل أن أشرح النقطتين بالتفصيل أود أن اشير هنا إلى أهداف الأقيال من احياء المسند؟ هو بعث اللغه اليمنيه القديمه، و«الغايه» من ذلك تحويلها من سيمولوجيا إلى الأيديولوجيا، لتصبح أفكار اليمنيين جميعاً عبارة عن أيديولوجيا قوميه تخدم سلطة الهويه اليمنيه، ولايمكن أن يتحقق ذلك إلا ضمن بنية لغوية وثقافية مسنديه، تحدد الذات والشخصيه اليمنيه وتحدد أفكارها وعلاقتها بالعالم، إذاً ما بدأ في حقل اللغة انتقل إلى الحقل الاجتماعي والسياسي وبات يلعب دوراً في نظرة الإنسان لنفسه وأخذ قيمته كتالي:

 

النقطه الأولى: خط المسند أحد عناصر منظومة اللغه اليمنية القديمة وهي لغه (حسيه وتاريخيه) معاً صالحه للكتاتبه والتفكير على درجة عالية من الرقي، من حيث آلياتها الداخلية، والأهم أنها تسعف المتحدث بالكلمات الضرورية عندما يريد التعبير عن أشياء الحياة العامة، ومن خلال إخضاع محتواها اللغوي إلى المنطق الصوري ونظام التقاليب الذي يعني تقليب الممكنات النظرية للمصادر الثنائية والثلاثية والرباعية والخماسية، فهي اللغه الوحيدة التي لاتحمل كلمات تعني غيرها، وتحتوي على طيف واسع من الألفاظ الصحيحة والغير مكررة والواقعية، وبالتالي فأغلب لغات العالم من ابرزها العربيه والأمهرية والسواحلية ولدت من رحم لغة المسند (اليمنيه القديمه)، وكان هذا من الأسباب التي أدت إلى تراجع استخدامها، وحلت مكانها (العربيه)، ولكن تراجع لغه المسند لم يقابله طبعاً اندثار الهوية القومية في الحياة الاجتماعية اليمنيه لا في عصر الإسلام ولا قبله ولا اليوم، بل إن(لغة المسند) انتقمت لنفسها بفرض لهجات عامية، داخل الحياه الاجتماعية كانت وما تزال في جميع مناطق اليمن “أغنى” كثيراً من اللغة العربيه الفصحى.

 

النقطه الثانية: يعتقد الأقيال أن اللغه اليمنية القديمة ليست مجرد أداة للتواصل والتعبير والتفكير وحسب بل أيضاً إنها الأداة التي تصنع الفكر، ترسم حدوده ومضامينه، وتحدد توجهاته في فهم العالم والتعامل معه ليس هذا وحسب بل ان لغة المسند (اليمنية القديمة) دلّت في العصر السبئي والعصر الحميري على علاقات الإنتاج ووسائل الإنتاج في ذلك العصر. وبمعنى آخر، لم تشير الدالات اللغوية المستخدمة في مرحلة التاريخ السبئي والحميري إلى نمط التفكير السائد في تلك المرحلة فحسب، بل تأخذ دلالات ماديّة “غير لغوية”، وتلعب دوراً إرشادياً يقود الباحثين إلى فهم التفاعل والتداخل السائد، بين نمط الإنتاج الاقتصادي ونمط العلاقات الاجتماعية وشكل النظام السياسي.

 

ولهذا فاللغه اليمنية القديمة جهازاً مفاهيمياً يحيل إلى دلالات لغوية راقية، أو ما بعد لغوية، قد نرى مدى استقرارها ومكوثها ضمن نمط الإنتاج الزراعي حيث تكون الأرض هي أحد مصادر الإنتاج ومصدر الثروة، في الوقت الذي تكون فيه مصدر القيم المادية والروحية أيضاً، فالدفاع عن الأرض هو دفاع عن العرض والكرامة، ومن يتخلّى عن أرضه يتخلّى عن عرضه، وعندما يغزونا الاستعمار فهو يطمع بثرواتنا الطبيعية وينهب خيرات بلادنا، وتحرير أنفسنا يساوي تحرير أرضنا “المغتصبة”. تلك عبارات لغوية موروثه من لغة المسند مازالت تحكم العقل، وتحكم النظرة إلى العالم.

التعليقات 0:

تعليقك على الخبر