تشخيص الصراع في اليمن..
أخبار وتقارير / 2022-02-03 02:00:20 / منتدى معد كرب القومي - خاص
*حافظ مطير
لطالما حاول الكتاب والمثقفين والسياسيين ورجال الدين الهروب من تشخيص الصراع في صورته الحقيقية.
قد يكون عن قصد للظهور بصورة مثالية أو لخلق حالة من التعامي والتشويش العام حتى لا ينكشف وجه الصراع بصورة حقيقية ويتم جر الناس الى الجانب الأخر من وجه الصراع، وقد يكون دون قصد نتيجة الرؤية السطحية لأبعاد الصراع، حتى أننا وجدنا رجال الدين يشنوا خطبهم الدينية على أنه صراع ديني رغم إنه غير ذلك.
ويحاول السياسيين تصنيفه على إنه صراع سياسي بالرغم إنه غير ذلك.
ويحاول المثقفون إنتقاد الأخطاء والممارسات دون إيجاد تعريف يوضح جوهر الصراع.
ومع قراءتنا للتاريخ وترجمة الواقع وأحداثه نجد أن هناك سلالة من الناس عملت وتعمل على توظيف الإيديولوجيات والأحداث والمواقف والشخصيات للسطوا على الدولة حتى سطت عليها في 21 سبتمبر 2014م فأغتصبت إرادة الشعب محاولة إخضاعه وإستعباده تحت شعار الإمامة والحق الإلهي في الحكم والسلطة الذي صادرته ثورة 26 سبتمبر 1962م بعد أن كان الإمام وسلالته من الهاشميين الممثلين السياسيين تحت مسمى الإمام الحاكم والممثلين الإجتماعيين كأعلى طبقة تعرف بالسادة وكممثلين دينيين كعلماء آل البيت والإئمة الهاشميين.
حتى إنهم إختصروا الدين كعلامة حصرية في ذواتهم وكأنهم المالك الوحيد له وعملوا على إلصاق كلمة دين أو مسمى دين بأسمائهم وألقابهم ك:
حميد الدين
تاج الدين
شمس الدين
شجاع الدين
شرف الدين
عماد الدين
صلاح الدين.
ولهذا نجد أن الصراع تاريخياً بين شعب ينتمي إلى وطن وحضارة وتاريخ وبين سلالة أرادت إختصاره في عرقيتها للإستبداد والبطش به سلالياً تحت خرافات دينية. حتى إنه بإمكاننا القول أن هناك فئة عرقية سلالية إستخدامت الدين للسطوا على السلطة وفرض إمتيازاتها الإجتماعية محدثة فجوة طبقية بينها وبين الشعب (المجتمع).
ومن خلال ذلك نستطيع تعريف الصراع على إنه صراع اليمنيين مع كيان طبقي عرقي سياسي تحاول الهاشمية الإمامية إسناده إلى إيديولوجيا دينية لتحقيق إمتيازاتها السلطوية والمجتمعية.
فنجد أن الإماميين يعملوا على توظيف الفكر والمعتقد الديني بما يضمن لهم الحصول على قداسة مجتمعية تضمن لهم الإمتيازات السلطوية والسيادة الطبقية كحق إلهي.
ومع تزايد المطامع وظف الإماميين العديد من الأحداث والمواقف وأستخدموا الخيانات والدسائس من داخل الدولة وخارجها حتى إسقطوها وسطوا عليها ولهذا نجد جميع الأسر الإمامية أندفعت بكل فئاتها لقتال الشعب هي ولفيف من الناس الذين حاولوا إقناعهم بأنهم يقاتلوا من أجل هدف سامي.
ولم يكتفوا بذاك القدر بل إنهم عملوا على تفكيك المجتمع وشرخه لإنكفاف على بعضه من خلال تحوير الخطاب السياسي والديني والمواقف والأحداث لتجييش عاطفة الناس والإستماته في الدفاع عن مشروعهم العنصري والموت لأجلهم.
ولهذا نجد أن الصراع هو بين شعب يقاوم الفكر والحالة الكهنوتية من أجل بناء دولة مدنية حديثة تتسع للجميع دون إستثناء؛ وبين سلالة تريد إستعباد الناس وسحقهم سياسياً وإجتماعياً وقمعهم فكرياً إعتماداً على القوة والبطش لإختصار الدولة والمجتمع في عرقها وسلالتها.
التعليقات 0:
تعليقك على الخبر