تفاصيل الخبر

الشاعر والاديب /علي احمد باكثير

الشاعر والاديب /علي احمد باكثير

أقيال وإكليلات في الذاكرة / 2024-06-26 06:41:12 / منتدى معد كرب القومي - عبيد طرموم

 

من ضمن ماقاله الدكتور عبد العزيز المقالح في تحليله لنزعة باكثير الحضرمية كأولوية تليها النزعة العروبية القومية التي لم يغفل فيها اهتماماته باليمن الكبير من منظور قومي تعليقا على تقديم باكثير لمسرحيته همام في بلاد الأحقاف قد يكون أخطأ التعبير أو أن التعبير هو الذي خانه عندما تحدث عن حضرموت وكأنها شعب مستقل أو شعب له كيانه المنفصل عن بقية اليمن ، وقد يكون مفهوم الشعب يومئذ لا يعني سوى المنطقة الصغيرة من الوطن الكبير وأن الوصف لا يخص حضرموت وحدها وإنما ينطبق على اليمن بكل أجزائه ، حيث ظلت تلك هي صورته ( يقصد اليمن بشكل عام ) بدع ومتاجرات باسم الدين ، وجهل لا مثيل له وامتيازات أدبية لبعض المواطنين على حساب البعض الآخر ، قبائل منفلتة وقطع للطريق وسفك للدماء وتمرد وفوضى متفق عليهامن قبل السلطتين الشاطرتين لليمن ، سلطة الإمامة الجاهلة المستبدّة وسلطة الإحتلال الدخيل البغيض 

يؤكد المقالح في جانب آخر أن باكثير كان ينظر إلى حكم الإمامة في اليمن باشمئزاز وقد تضاعف إشمئزازه بعد أن انتقل من سيؤون إلى عدن وحاول أن يقوم بزيارة لصنعاء المدينة التاريخية التي ألهبت خيال الشعراء لكنه فوجىء ( وهو اليمني ) بأنه قد يكون من السهل عليه أن يذهب إلى القمر ويزور معالم المريخ من أن يزور العاصمة التاريخية لبلاده فكل من يخرج من يمن الإمام مشبوه وكل من يدخل إليها مشبوه ، وفي عدن رأى باكثير نماذج بائسة من المؤمنين الذين يتحكم فيهم أمير المؤمنين يحيى بن حميد الدين ويؤكد المقالح أن باكثير قد حاول التسلل أثناء إقامته بمنطقة الطائف في الحجاز إلى شمال البلاد دون جدوى ويذكر أن باكثير قد حدثه في إحدى اللقاءت المطولة معه عن صلته بالثوار اليمنيين

لقد قال باكثير انه كتب هذه الأنشودة وعينه على شمال اليمن حيث الأبواب مغلقة والشعب محاصر أو سجين وأن صلته بالأحرار اليمنيين قد ظلت وثيقة وقبل التعاون مع الشهيد محمد محمود الزبيري بعد إنتقاله من باكستان ورفض التعاون مع قادة رابطة أبناء الجنوب العربي وكان يرى أن الحل يأتي من الشمال من تحرير صنعاء العاصمة التاريخية وقد صدقت نبوأته وخابت كثير من النبوآت التي رأت البداية ستكون من الجنوب نظرا لتطور أساليب الحياة وقيام بعض المدارس .

 

لقد كان باكثير منذ مطلع الثلاثينات يرى أن اليمن لن تكون على مستوى أرقى وقوة أعظم إلا إذا تخلصت من حكم الإمام وقضت على حكم الجمود والإنغلاق .

 

عاد باكثير إلى اليمن الجنوبي بعد أن حقق استقلاله في 1967 وذلك لاحساسه بأن بلاده هي مكانه الطبيعي إلا أنه وصلها في عنف الصراع السياسي بين جناحي الجبهة القومية ، فأثنى عائدا إلى مصر وفي تلك الأثناء داهمه المرض الذي مات على اثره في أواخر عام 1969

 

هنا يمكنني القول أن باكثير كان تواقا للوحدة اليمنية ومؤمنا بها من منظوره القومي الصرف وما حدث من صراع بين أجنحة الجبهة القومية والموت الذي عاجلة فوّت علينا رؤية المسعى أو المنحى الذي سيسلكه مع من يتوافق معهم فكريا للإسهام في تحقيق الوحدة اليمنية ... لذلك فقد كان لقومية باكثير وعدم رضاءه عن النهج الإشتراكي الذي نحت بإتجاهه جمهورية اليمن الجنوبية الوليدة أثره الكبير في إعادة إختياره لقاهرة المعز من جديد موطنا بديلا عن مسقط راسه في اندنوسيا ومسقط راس أبائه وأجداده في جنوب اليمن .

في قصيدة للشاعر الكبير حسين ابوبكر المحضار يخاطب شاعرنا الحبيب الأديب الراحل علي أحمد باكثير المبشر الاول بالوحدة اليمنية منذ عقود من الزمن، والفنان الراحل محمد جمعه خان قائلاً لهما إنه يحتاج اليهما اليوم في هذا العرس الوحدوي ليألفوا ويلحنوا للوحدة.. وماست به الفرحة الى حد أن طلب من الفنان محمد جمعه خان ان يشدو بالوحدة من تحت ارماس قبره -طيب الله ثراهم جميعا- فيقول:

 

اليوم أنا محتاج لأمثالك ومثل الباكثير

في عهد وحدتنا التي قد وحَّدت كل اليمن

يألفوا ويلحنوا الحان للوحدة كثير

ويذكروا أمجاد حمير أوسبأ أو ذويزن

يابو علي هات غنّ للوحدة ففيها كل خير

واهتف لها واشدو ولو من تحت طيات الكفن

 

رحم الله باكثير

التعليقات 0:

تعليقك على الخبر