تفاصيل الخبر

المجد والألم..القصيدة التي أفحم فيها الإرياني شاعر الإمامة محمد الشامي

المجد والألم..القصيدة التي أفحم فيها الإرياني شاعر الإمامة محمد الشامي

أخبار وتقارير / 2024-06-03 06:29:48 / منتدى معد كرب القومي - اليمن الجمهوري

 

قصيدة المجد والألم، هي قصيدة شهيرة كتبها الشاعر الكبير مطهر بن علي الإرياني سنة 1967م،  رداً على قصيدة “دامغة الدوامغ”  للأديب والسياسي احمد محمد الشامي الذي كان في ذلك الوقت وزيراً لخارجية القوى الامامية وناطقاً باسمها اثناء حرب الثمان سنوات.

 

 

 

دامغة الدوامغ

 

يزعم الشامي في قصيدته ان قيام ثورة سبتمبر جحود لجميل الائمة وتمرد على شريحة الامامة، وفيها يدعي ان حياة اليمنيين قبل الائمة كانت عذاباً وحروباً وفوضى لا نهاية لها، وان الله بعث الائمة لانقاذ اليمن وإنقاذ اليمنيين، وغير ذلك من المزاعم والاباطيل التي تحمل قدراً كبيراً من السباب والتحقير للشعب اليمني.

 

 

 

المجد والألم

 

وجاءت قصيدة الشاعر مطهر بن علي الارياني وملحمته “المجد والألم ومظالم الائمة” ردا على ذلك وقد استهل الارياني قصيدته بهذا الاستهلال:

 

أيا وطني جعلت هواك دينا وعشت على شعائره أمينا

 

ومن يفخر بمثلك يا بلادي فما يعنيه لوم اللائمينا.

 

 

 

وبعد ان ذكر ادوار ومواقف اليمنيين في نصرة الاسلام والمشاركة في الفتوحات، تحدث الشاعر عن التاريخ اليمني في العصر الاسلامي، مؤكداً ان اليمنيين لم يستعلوا على احد ولا قالوا ان الحكم لهم ولا زعموا انهم سادة وغيرهم عبيد.

 

 

 

ثم رد الشاعر والوطني مطهر الارياني على دعاة الامامة وانصارها والمفاخرين بها ويذكرهم بالجرائم التي اقترفها الائمة بحق الشعب اليمني.

 

 

 

القصيدة:

 

 

 

أيا وطني جعلت هواك ديناً

 

وعشت على شعائره أمينا

 

إليك أزف من شعري صلاة

 

ترتل في خشوع القانتينا

 

وفي الإيمان بالأوطان برٌ

 

وتقديسٌ لرب العالمينا

 

ومن يفخر بمثلك يا بلادي

 

فما يعنيه لوم اللائمينا

 

بلادي كعبة للحق تهفو

 

لقبلتها البرية أجمعينا

 

بلادي قمة للمجد تزهو

 

بها تيها رؤوس الفاخرينا

 

دع التاريخ يروي ذكرياتٌ

 

ويرجع عبر آلاف السنينا

 

إلى فجر الحضارة حين هبت

 

نسائمه وداعبت الجفونا

 

وأيقظت الطلائع فاستفاقوا

 

وكانت (قصة) المتمدينيا

 

هنا في موطني والأرض لما

 

تزل في ليها تطوى القرونا

 

ولما يعقل الإنسان فيها

 

مقام الأقوياء السائدينا

 

هنا في موطني والفجر لما

 

يفجر من مطالعه معينا

 

وإبداع الحضارة ليس إلا

 

رجاءً في المواهب مستكينا

 

هنا في موطني والكون غاف

 

وحلم الصحو يلتحف العيونا

 

ولما يكتب التاريخ حرفا

 

عن البشرية المتحضرينا

 

هنا في موطني رأت الليالي

 

بشيراً يحمل النبأ اليقينا

 

من الإنسان عملاقا جديداً

 

أفاق ومد للنور الجبينا

 

وأشرف من ذرانا الشم يوماً

 

وأرسل نظرة المتطلعينا

 

يراقب صفحة الآفاق شوقاً

 

ويبدي لهفة المستقبلينا

 

يفتش عن ضياء الفجر لما

 

قضت سنن الحياة بأن تبينا

 

فلما أن رأى للنور خيطاً

 

رفيعاً جن من طرب جنونا

 

ودوى صوته في الناس صوراً

 

يردد صيحة المستنفرينا

 

فأيقظ في السفوح وفي الروابي

 

وفي الوديان قوما قادرينا

 

من الشم اليمانيين كانوا

 

لبدء الإنطلاق مهيئينا

 

وأذن بالمسيرة عن صباح

 

أنار لها دروب السالكينا

 

فأقلعت الهوادى واشرأبت

 

وأدنت من فوارسها المتونا

 

وجاذبت الأعنَّة ممسكها

 

وكادت أن تطير بهم حنينا

 

وحان الإنطلاق وألهبتها

 

أهازيج الحداة الرائدينا

 

فسات وازدهى التاريخ فخراً

 

وسجل حكمه للقارئينا

 

هي اليمن العظيمة ليس سراً

 

بأن المجد أودعها (جنينا)

 

تخبرها له أما فكانت

 

له رحما تكفله مصونا

 

وأوفى فاستهل هنا وليداً

 

به ملك السماء بيشرونا

 

وصار له الثرى اليمني مهداً

 

يهدهده ويحضنه حنوناً

 

وثب هنا، وأينع، ثم أسرى

 

بأول موكب للصاعدينا

 

هو الإنسان من (قحطان) شقت

 

خطاه الدرب للمتقدمينا

 

وخط لقصة الإنسان أولى

 

روائعها وكان بها قمينا

 

هم الرواد نودوا فاستفاقوا

 

لرايات الطلائع يرفعونا

 

هم الغر اليمانيون آلوا

 

لأخذ لوائها الأسمى يمينا

 

فنالوه على قدر وهبوا

 

بناة يصنعون فيبدعونا

 

يشيدون المدائن زاخرات

 

بسحر من فنون الخالدينا

 

بزاهرة القصور تكاد تبدوا

 

مناراً يقتفيه الصانعونا

 

ويبنون السدود تفيض خصبا

 

وخيرات شمالاً أو يمينا

 

على زاه من الجنات دان

 

جناه سائع للقاطفينا

 

وفير خيرها لهمو ، وريف

 

عليهم ظلها يستفيئونا

 

ويحتكمون في الصحر احتكاما

 

فيوشك في أكفهم يلينا

 

ليصبح آية فيما ابتنوه

 

دياراً أو معابد أو حصونا

 

وهم في النحت يبدون إفتناناً

 

ويقصر دونه المفتنونا

 

تماثيلاً وزخرفة عليها

 

ترى لمسات قوم مبدعينا

 

وتقرأ في الصخور لهم نقوشاً

 

تحدث عنهم المتأخرينا

 

تسجل حكمهم عهداً فعهداً

 

ملوكاً بالشعوب مؤيدونا

 

وشعباً عز أن يلقى قياداً

 

لجبار من المتجبرينا

 

همو وضعوا لدنياهم نظاما

 

يسيرها ودنيا الآخرينا

 

وبالبشرية ارتفعوا فصاروا

 

لمجتمع قويم ينتمونا

 

وللمدينة اختطوا أساسا

 

وراحوا للحياة يشرعونا

 

قوانيناً لحكم شوروي

 

سليما لا يؤوله حاكمينا

 

ودستوراً لمجتمع سعيد

 

تبنوه على الهدى متضامنونا

 

وتخطيطاً لري لم تحقق

 

له شبها حياة المحدثينا

 

ونهجاً للتجارة مستقيماً

 

يراعى بائعين ومشترينا

 

وكل مظاهر التمدين : علما

 

وتشريعا، وتفكيراً ودينا

 

من التاريخ ما يمحو الظنونا

 

وتلك مآثر لهمو تبقت

 

برغم الدهر تغنى للسائلينا

 

سهول الجوف تذكر إذا أفاقت

 

لتحضن في مرابعها (معينا)

 

فأجرت في السهول (معين) مجد

 

فأثمرت الحضارة والفنونا

 

وجاءت بعدها (سبأ) فشادت

 

لـ(صرواح) صروح الخالدينا

 

وعاجت نحو (مأرب) فاستقرت

 

هناك تقيم مجد القادرينا

 

وترفع هامة (اليمن) المفدى

 

بأعظم نهضة في السالفينا

 

و(حمير) حينما ظفروا وأبنوا

 

(ظفارا) للمعالي يرفعونا

 

و(تمنع) خلفت (قتبان) فيها

 

تراثا من مآثرها ثمينا

 

و(أوسان) التي سادت وشادت

 

وفاخر (حضرموت) بها قمينا

 

فنحن لهامة التاريخ تاج

 

وإكليل يعيش به ضنينا

 

وذا كرناً على صدر العلى

 

وسام العز للمتذكرينا

 

فلو غنى الزمان بذكر قوم

 

لكان بنا من المترنمينا

 

ولو سجدت جبال الأرض شكراً

 

لأحنت بالسجود لنا الجبينا

 

على هذا الثرى نشأت وقامت

 

حضارات القرون الغابرينا

 

واعطت من تجاربها وفاضت

 

منابعها على الدنيا معينا

 

فماضينا القديم.. وكل عصر

 

لنا فيه الصدارة معتلينا.

 

يقول في الجزء الأخير من القصيدة

 

أيفخر بالنبوةِ أعياءٌ؟

 

هم كانوا لها متنكرينا

 

وهم فيما استجدوا عن فسوق

 

وطغيان لها متجانفونا

 

وما بمزيف الأنساب تعلو

 

مقادير الطغاة السافلينا

 

وإن صح انتسابهم إليها

 

ــ بوجهٍ ما ــ فماذا يحسبونا؟؟

 

وليس الناس بالأنساب شيئاً

 

وليس لهم سوى ما يعملونا

 

(أبولهبٌ) لـ (طه) كان عمّاً

 

وكان به ألدَّ الكافرينا

 

******

 

أيمشخ بالإمامة أنف غرٍ ؟؟!

 

يصوغ لها قصيد النابغينا

 

يفاخر بالأئمة مستجرّاً

 

على التاريخ زور الكاذبينا

 

يغني من ملاحمه نشيداً

 

نشازاً يستفز السامعينا

 

أيفخر بالإمامة وهي كفرٌ؟؟!

 

ويعبث بالحقيقة مستهيناً؟؟

 

يلفق من مآسيها الدوامي

 

محاسن أين منها المحسنونا ؟؟

 

ويجعل ليلها صبحاً !! ويبدي

 

ضلالتها هدىً !! والقبح زينا

 

ويزعم شرها الأشقى نعيماً !

 

كأنّا للبلية قد نسينا !

 

ألا إنّا لنذكر كيف ننسى ؟؟!

 

جراحاً ما اندملن ولا شفينا

 

على أقدامنا للقيد وسمٌ

 

سيبقى رمز حقد ما بقينا

 

وفوق أكفنا للغلِّ حزٌ

 

يعيد لنا من الماضي شجوناً

 

وفي الأعناق سوف يظل حياً

 

صليل للسلاسل ما حيينا

 

وأصوات السياط تكاد إمّا

 

ذكرناها نئن لها أنينا

 

ونوشك أن نحس لها لهيباً

 

على أكتافنا ودماً سخيناً

 

أننسى ؟؟؟ والغراب على الروابي

 

ينقر من شهيد الأمس عينا

 

وعابرة الريح بها رذاذ

 

نديٌ من دماء المصلحينا

 

ووكر النسر مفروش بشلو

 

تبقى من أبٍ أودى رهينا

 

وأشداق الكلاب – ويالعاري –

 

ترينى من أخى أثراً مبينا

 

أننسى ؟؟؟ والوجوه الصفر تبدي

 

خبايا البؤس والألم الدفينا

 

ومرهقة المحاجر ناطقات

 

على كل الوجوه بما رأينا

 

أننسى ؟؟؟ والزنود السمر لما

 

تزل تروي شقاء الكادحينا

 

حديث الجوع يعصف في حنايا

 

جميع المنتجين المعدمينا

 

ووحش البؤس يعصرهم عظاماً

 

ويمضغهم هزالي ناحلينا

 

جموعٌ يمطرون الأرض خيراً

 

ويبنون الحياة ويعمرونا

 

ومنبعهم جديبٌ مكفهر

 

لألوان الأسى يتجرعونا

 

يشيدون القصور وفي خراب

 

من الدنيا العريضة ينزلونا

 

يشقون التراب وهم حفاةٌ

 

عراة يحرثون ويزرعونا

 

بأحلام الحصاد لهم أغانٍ

 

تردد للثرى لحناً حزينا

 

ويسقون البذور دماً زكياً

 

ودمعاً من محاجرهم هتونا

 

وتنبت في نفوسهم رجاءاً

 

وتنموا في نواظرهم فتونا

 

وتينع في السنابل فهي حب

 

بحبات القلوب نما غصونا

 

وتحصده أكفهم ويغدو

 

غلالاً ( يدرسون ) ويحملونا

 

ويصبح في منازلهم ولكن

 

كضيف أو كبعض الزائرينا

 

ومن غده يساق إلى طغاةٍ

 

من الأمراء والمتحصلينا

 

ويفضي للأمام فتحتويه

 

مخابئه لتحفظه سنينا

 

وتفسدها العفونة بالمدافن

 

من الديدان ياللعاتبينا !!

 

ويلفظ نفسه الفلاح جوعاً

 

فيقضي والأئمة يشهدونا

 

سلوا ( صنعاء ) كم شهدت جموعا

 

على أرجابها يتقاطرونا

 

تسوقهم سياط الجوع سوقاً

 

على أقدامهم يتعثرونا

 

يرون على الإمام لهم حقوقا

 

فهم نحو القصور مسارعونا

 

وفي الأبواب يطّرحون أرضاً

 

وينتظرون فضل المحسنينا

 

ويمهلهم ذماء التعس حيناً

 

على أملٍ به يتشبثونا

 

وصوت الموت يعجلهم فيدنو

 

ويسأل : أين ماترجون؟ أينا ؟!!

 

وتعصرهم أكف الجوع عصراً

 

فهم يتلاهثون ويشهقونا

 

ويستلقون في نزعٍ أخيرٍ

 

إلى سود النوافذ ينظرونا

 

فآخر عهدهم بالأرض مرأى

 

جدار القصر يسخر مستهينا

 

وبابٌ موصد لم يأت منه

 

جوابٌ من إمام المسلمينا !!!

 

ونافذةٌ مسمرةٌ تأبّت ….

 

فلم تفتح وهم يتطلعونا

 

ولم تمطر عليهم من بقايا

 

موائد سيد المتفضلينا !!

 

ومرأى الجند حين أتوا إليهم

 

وراحوا يرفسون ويركلونا

 

وآمرهم يقول : لقد أتانى

 

بلاغٌ من أمير المؤمنينا

 

يقول لكم سيمنحكم دعاءاً

 

إمامياً فعودوا راشدينا

 

وإما جعتموا فكلوا هنيئاً

 

دعاء واشبعوا منه البطونا

 

وماتوا واسألوا ( صنعاء ) عما

 

رأته خريف ست وأربعينا

 

تجبكم أنها شهدت ألوفاً

 

أتوا من كل فج وافدينا

 

وماتوا بالطوى ماتوا !! جياعا !!

 

نعم .. ماتوا جميعاً جائعينا !!

 

وكم من مرة شهدت بلادي

 

جرائم تخجل المتمدنينا

 

ألا إن الأئمة لم يكونوا

 

سوى فئةٌّ من المتبربرينا

 

عصابات رهيبات تبقت

 

من الهمجية المتوحشينا

 

وطاعون ألمَّ بنا فثرنا

 

نكافح داءه مستأصلينا

 

قطيع من وحوش الغاب ضار

 

تسلل في مرابعنا لعينا

 

وليل إن يكن في الأفق أرخى

 

ستائره فحتمٌّ أن يبينا

 

وها هو قد أزيل فما تبقى

 

سوى حدث مضى في الهالكينا

 

ولم يعد الأئمة غير ذكر

 

قبيح يزدريه الذاكرونا

 

وهاك حديثهم لما ألموا

 

بنا ،ومضوا صغاراً خاسئينا

 

لقد نبذتهم الأقطار نبذاً

 

فتاهوا نحونا متشردينا

 

وحلوا بيننا يوماً فقمنا

 

إليهم متحفين مرحبينا

 

وآويناهم من حيث نأوى

 

فهم إخواننا نسباً ودينا

 

فلما غرَّهم حدب وعطف

 

كريم يختفي باللاجئينا

 

تباكوا وادعوا حقاً مضاعاً

 

وراغوا روغة المتثعلبينا

 

وأجروا من محاجرهم دموعا

 

على الشرع المطهر يندبونا

 

وفي ثوب من الإسلام راحوا

 

على نياتهم يتسترونا

 

وأبدوا سيرة النساك زهداً

 

ومسكنة وهم يتربصونا

 

وأحيوا من لياليهم هزيعاً

 

بتطويل السجود يخادعونا

 

أطالوا من مسابحهم ولكن

 

هموا بخيوطه يتصيدونا

 

وأضفوا من ملابسهم لتلقى

 

عليهم هيئة المتبتلينا

 

وهم يخفون أنياباً حداداً

 

وأشداقا بها يتلمضونا

 

ويبتدعون للتضليل طرقا

 

ويبتكرون للدجل الفنونا

 

فهم للغافلين يخادعونا

 

وللمتسائلين يجادلونا

 

وللبؤساء يذكون الأماني

 

ويبدون الأسى متحسرينا

 

وللجهال يتخذون سحراً

 

وشَعْوذة بها يتقربونا

 

ومن وحل الجهالة قد أجادوا

 

حبالاً للمطامع ينسجونا

 

فلما استمسكوا منها بحبل

 

أتاح لهم وثوب القانصينا

 

أزالوا عن نواياهم ستاراً

 

ونادوا بالإمامة معلنينا

 

وصار لهم من الأنصار حزب

 

من الدهماء والمسترزقينا

 

بهكم صالوا وجالوا واستطالوا

 

عتاة مفسدين مخربينا

 

وكانت فتنة عمياء عمت

 

مرابعنا وأقلقت السكونا

 

وأصبح للأئمة ناثرات

 

وغارات تخيف الآمنينا

 

على أحيائنا انقضوا وحوشاً

 

وعبّوا في دمانا والغينا

 

وصوب حقولنا هبوا جراداً

 

لمخضر البيادر يأكلونا

 

وبين صفوفنا انسلوا خباثاً

 

لئاماً للصفوف يفرقونا

 

وفي تاريخنا دأبوا كسوسٍ

 

كريهٍ للمفاخر ينحرونا

 

وفي آثارنا رفعوا فؤوساً

 

وراحوا يحطمون ويهدمونا

 

وغالو في تعصبهم وأبدوا

 

لنا البغضاء والحقد الدفينا

 

فويلٌ للأمامة من ظلام

 

وويلُ للأئمة ظلينا

 

وقحباً للأمامة من خطايا

 

وقبحاً للأئمة قارفينا

 

وسحقاً يازمان الذل إنا

 

خلعنا ربقة المستعبدينا

 

لقد عشنا الإمامة منكرات

 

من الأعمال تخزي المجرمينا

 

ونحن غداة قوَّضنا عراها

 

أزلنا عن جبين الكون شيئا

 

نسفناها هباء فاستعدنا

 

إلى الإنسان معدنه الثمينا

 

وألقينا عن التاريخ عبئاً

 

تحمله على مضضٍ سنينا

 

محاها من صحائفه وألقى

 

عليها لعنة في الآفلينا

 

فإن مرَّت بخاطره طيوفاً

 

تذكر أنه يوماً أهينا

 

فقد كانت له ولنا شناراً

 

لقينا من أساه ما لقينا

 

وما كان الأئمة غير عار

 

تلبثنا به مترصدينا

 

فلول رائعاتٌ من نضالٍ

 

أثرناها عليهم غاضبينا

 

لكانوا وصمة لجبين شعب

 

أبيٌ لم يذل ولن يهونا

 

ولكـــــنَا ويا تاريخ سجل

 

تصدينا لهم متوثبينا

 

وقفنا في طريقهم جبالاً

 

وطوفاناً يصد المعتدينا

 

وأضرمنا لهم في كل صقعٍ

 

براكين الأباة الثائرينا

 

وفجرنا لهم من كل فجٍ

 

أعاصير الكفاح مدمرينا

 

وسل دولاً عظيمات أدارت

 

عليهم في الوغى حرباً طحونا

 

فنالوا بـ (الرسوليين) خزياً

 

تجلله الأئمة صاغرينا

 

أذاقهم (المظفر) من يديه

 

كؤوساً مُرةً كانت منونا

 

وكم بطل إلى (غسان) يعزي

 

بأشرف نسبة للمنتمينا

 

أذل به الأئمة فاستذلوا

 

وجاءوا بالحديد مصفدينا

 

وسل من (آل عامر) كل قيلٍ

 

(يماني) أذاقهم المنونا

 

أديل لـ(عامر) منهم فخروا

 

لصولته العزيزة ساجدينا

 

وجرَّهم (الصليحيون) جراً

 

إلى حوض المنايا واردينا

 

(علي) و(المكرم) ثم (أروى)

 

توالوا بالأئمة يعصفونا

 

و(ابن الفضل) كم شهدوا حروباً

 

أرتهم صولة المستبسلينا

 

وسائل في القبائل كل حيٍ

 

تأبّى أن يكون لهم قطينا

 

واشعل ضدهم حربا ضروساً

 

واعلن ثورة المتمردينا

 

فـ ( ذو غيلان ) ما برحوا أباةً

 

لطغيان الأئمة منكرينا

 

و( يام ) ردت ( الهادي ) ذليلاً

 

عميد الطغمة المتجبرينا

 

و( همدانٌ ) صوارمها أطاحت

 

بهامات الأئمة هالكينا

 

و( خولان ) فوارسها تصدت

 

(لمهدي) الطغاة المارقينا

 

و (نهم) ما غزت (صنعاء) إلا

 

لتطويق الإمام بما أدينا

 

وفي ( صنعاء ) كم سقطت عروش

 

وكم بترت رؤوس الظالمينا

 

فتلك هي الإمامة لم تخلف

 

سوى بؤس الحديث لمخبرينا

 

رميناها على قدرٍ رفاتا

 

إلى بئس المصير مشيعينا

 

وألقينا عليها تل رمل

 

لعل الناس عنها يعمهونا

 

فماذا انطق السفهاء شعراً

 

على أجداثها يتناوحونا

 

غراب الشؤم ذكرنا بقبر

 

دفنا فيه ( إبليس ) اللعينا

 

أيحسب نغمة الكذب المقفى

 

تعطر جيفة المتعفنينا

 

تغنّى بالأئمة فاستعدنا

 

لسيرتهم حديث المنصفينا

 

بكاهم مثلما تبي السعالي

 

شياطينا عتاة ما ردينا

 

وهل تغنى الملاحم في طغامٍ

 

نعاود ذكرهم متأففينا

 

ألا إنّا لنذكرهم فنرجو

 

وقد صاروا عظاماً ناخرينا

 

لو أن الصور أيقظهم فعادوا

 

جميعاً في المدائن حاشرينا

 

لنجزيهم بما صنعوا جزاءً

 

وفاقاً آخذين منكلينا

 

نسومهم عذاب الهون دنيا

 

وأخراهم لمثوى الآثمينا.

 

#اليمن_الجمهوري

التعليقات 0:

تعليقك على الخبر