تفاصيل المقال

عزاء في وجه الضربة: حين تبكي القذيفة قاتلها

عزاء في وجه الضربة: حين تبكي القذيفة قاتلها

أحمد البتيت

أحمد البتيت

 

ترى ما هذا الوطن الذي يبكي قاتليه؟ أي زمن تراجيدي هذا الذي نتقن فيه طقوس العزاء لمن كان يبتهج بكل قذيفة تسقط على رؤوسنا؟

مات زيد الذاري، فتهرول جوقة المعزين بدموع إلكترونية، بين بيان حزبي ومرثية باهتة ووجوه ملونة بألوان الغدر الوطني.

يقولون: "كان مؤتمريا"!

ونحن نقول: كان حوثيا حتى النخاع، يخدعكم بميدالية الحزب ويطلق زغاريد القناعات الإمامية في المجالس المغلقة.

طبعا نحن لا نوزع مشاعرنا في سوق "العزاءات السياسية"، ولا نشارك في جنازات من تمنى لنا الموت، حتى لو تنكر بربطة عنق قومية.

من يبرر القصف على مأرب لا يستحق إلا لعنات الضحايا.

من يحتفل بسقوط قذيفة على طفل في تعز، لا يُعزّى بل يُلعن.

من يضحك حين تغرق عدن في الدم لا يُبكى عليه، بل يُكتب اسمه في قائمة العار الوطني.

ولقد زرع الهاشميون في كل حزب "زيدهم"، وكل فصيل فيه "ثعلبهم"، وكل مؤسسة لها "عميلها المبتسم".

حزبك ليس حزبك، بعد انقلاب المليشيات بل نسخة مشفرة من المشروع الإمامي، منقوشة بالخداع والشعارات التي لا تصدقها حتى الجدران.

هل نسيتم أن بعض المؤتمريين صاروا فقهاء في خدمة السلالة؟

التعليقات 0:

تعليقك على المقال