الحوثي.. وهوشمة الدولة والمجتمع اليمني
مصطفى محمود
خلال سنوات انقلاب الحوثي على الدوله اليمنيه وسيطرته على مؤسساتها المختلفه،
لم يتراجع الحوثي وسلالته المتسلطة عن تكريس الحكم السلالي ، ليس فقط سياسيًا وحسب وإنما ترسخت “الهاشميه الاجتماعية والهاشميه العسكريه والهاشميه الاقتصاديه.. ” إلى جانب تمددها بمجالات الفن والثقافة ، وتأتي هذه الخطوات امتدادًا للأسلوب الإمامي الذي حاول خلال الف عام طبع البلاد بطابعه السلالي العنصري ، مكرسًا وجود أبناء السلاله الهاشميه في مفاصل الدولة والمجتمع ومفاصل الحياة العامة كافة.
لم يكتفِ الحوثيون بـ”بهوشمة” السلطه وأجهزة المخابرات وكافة مؤسسات الدوله ، بل فرضوا ويفرضون في كثير من الأحيان نمط الحياة والأسلوب الهاشمي على المجتمع والثقافة والفنون بما فيها النشادين والفنانيين والدراما التفزيونبه الرمضانيه البرامج الاذاعيه
1ـــ الهاشميه السياسية
جاء مصطلح “الهاشميه السياسية” الذي استخدمه بعض اليمنيين ويعني “تحويل العرقيه الهاشميه من كيان سلالي اجتماعي إلى كيان سياسي صاحب امتيازات من الدرجة الأولى ومستقل في هويته السياسية كما الدينية عن باقي المجتمع اليمني..
يبني الحوثي نفسه على أساس “مشروع تكوين سلالة عائلية حاكمة إلى الأبد، ولتحقيق ذلك تقوم بإعادة إنتاج الوجود الاجتماعي والاقتصادي والطبقي والسياسي والثقافي والأيديولوجي، بما يخدم مشروعه السلالي ”
“قامت العائلة الحوثيه على مدى عقود وعقود من وجودها بنسج شبكة واسعة من العلاقات السريه مع الهاشمين الذين كانوا يشغلون مناصب عليا في الدوله في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والأيديولوجية مع العصبية السلاليه اىهاشميه التي استندت إليها فيمابعد”.
*خصائص الهاشميه السياسية"
1ـ 99٪من الهاشميين مؤمنين بسمو عرقهم الهاشمي و بأفضليتهم على سائر الناس؛ و90٪يعتقدون بحقهم الألهي في حكم اليمن.
2ـ وعي السلاله الهاشميه كان جاهزاً للأنقضاض على السلطه والدولة وجعل مركزيتها، وتمحورها حول رأس الحوقي لا بوصفه قائدًا سياسيًا تتحقق من خلاله عملية الانقلاب على الدوله ، بل باختلاط واندماج ذلك مع المعتقد الديني الهاشمي الذي رأى في رأس الحوثي قائدًا يصل في درجته إلى مرتبة الألوهية.
3ـ الهاشميه السياسية لم تنشأ عن حالة استبطان العصبية في أحشاء الدولة وحسب بل ترافق واندمج ذلك مع باطنية سياسية دينية نمت في أحشاء الدولة، هي من نوع الباطنية الدينية الهاشميه المعروفة تاريخيًا.
4ـ الهاشميه السياسية كانت مختبئة تحت طبقة من الاستبطان في أحشاء الدولة والمجتمع وطبقة من الباطنية الدينية، وهو الأمر الذي يجعل البعض يصعب عليه رؤيتها أو تصديقها.
2ــ (الهاشميه العسكريه أو “المليشيا الحوثيه)
مع كل الجدل المصاحب لنظرية الهاشميه السياسية والأخذ والرد بين رافضٍ للفكرة أو متفق معها، إلا أن الأمر كان يتضح لكل سكان اليمن بأن الحوثي بنى نفسه على الأساس السلالي الهاشمي ، ولم تقتصر تلك الفكرة على الأمور السياسية والحكم والمناصب السيادية، إنما تعداها للدخول في تصفية المؤسسة العسكرية للدوله اليمنيه. لتصبح محكومةً بالهاشميه إضافةً للولوج في النسيج المجتمعي والسيطرة على صناعة الثقافة وتغيير الخريطة السلاليه والمجتمعية لصالحه، وما زالوا الهاشميون يكرسون لهذه الفكرة السلاليه وترسيخها والعمل على ضرب وطنية البلاد من خلال تعزيز السلاليه ، ويبرز ذلك في عدّة نواحي:
لا شك أن ما حصل في اليمن منذ بدايات انقلاب المليشبا الحوثيه عام2014م وتوجيه قوات الحوثي بنادقها لصدور الشعب وتوغلت هذه القوات بدماء اليمنيين حتى بلغ مبلغًا لا يمكن العفو عنه كان نتيجةً لربطه سلالياً، صحيح أن المليشيا الحوثيه تضم العديد من ابناء اليمنيين من اغلب المناطق الخاضعه لسبطرتها ولكن تجد الحالة الهاشميه مسيطرة على مراكز القرار والقيادة والتحكم بكل الموارد واتخاذ القرارات.
“يسيطر الهاشميون على 100% من قوات الحوثي المسلحه 40 منصبًا قياديًا في بالإضافة لاحتفاظ عبدالخالق الحوثي وعبدالكريم الحوثي ونجل حسين الحوثي بقيادة الوحدات النوعية ضمن هاشميو صعده أو ممن ينتمون للسلالته الهاشميه
إذ يشغل الضباط الهاشميون المنحدرون من محافظة صعدة والمناطق المجاوره لها 23 منصبًا قياديًا من المناصب الـ40، ومن ضمن تلك المناصب: الحرس الجمهوري، الوحدات الخاصة، بالإضافة لعدد آخر من الفرق السريه والمناصب ،الاستخباراتيه والامنيه
في حين يشغل الضباط الهاشميون المنحدرون من محافظات صنعاء وذمار 7 مناصب و 10 مناصب موزعه على يمنيين زهاشميو المناطق السنيه ويتحكم بقراراتهم مشرفون من صعده .. ،
واقتصر التوزع الجغرافي بشكل عام على/ ضباط من أربع محافظات فقط هي (صعدة – ذمار – عمران – صنعاء) من أصل9 محافظات يمنيه تسبطر عليها المليشيا الحوثيه ،
لا “يمكن القول تحت أي عنوان بأن أساس ترفيع هؤلاء الضباط هو ترفيع مهني غير متحيز وبأنه ليس سلالياً وطائفيًا بل خصوصًا أن تعيين هؤلاء الضباط قد تم بشكل مباشر من عبدالملك الحوثي ، ويمكن أن تتغير نتائج هذه الورقه في أي عملية هيكلة سواء عملية هيكلة شاملة أم عملية فردية يقوم بها الحوثي ،
3ـ الهاسميه الإجتماعية
الحالة الثقافية
اشتعلت في الآونة الأخيرة المنافسة بين المنشدين اليمنيين. على منصب رئيس جمعيه المنشدين ، وهما الهاشمي قاسم زباره ، والهاشمي عبدالعظيم عزالدين تذكر مصادرنا أن الاخير استلم إدارة الاشراف على الجمعيه منذ عام وانتهج طريقًا مليشاوياً صرفًا، إذ إنه كان يهدد ويتوعد كل المنشدين والفنانين الذين لاينتمون للمسيره القرإنيه
منذ الانقلاب فرضت المليشيا الحوثيه. زوامل نفير الحرب . والاناشد والموشحات المبجله للسلاله الهاشميه
على حساب الفن اليمني الأصيل بما فيه الفن الصنعاني الذي تتميز به اليمن
تمتلئ مناطق سيطرة المليشيا بالأصوات الاناشيد والموشحات والزوامل التي طرحها إعلام الحوثي بين الناس على جميع وسائله الإعلامية، و على المواطن أن يسمعها في كل الأمكنة، في المواصلات العامة والطرقات والمقاهي والمطاعم والتليفزيون والراديو، حتى صار هذا اللون المتخلف والهابط والمرتبط بالسلاله الهاشميه مشهورًا بزوامل عيسى واحرين وهذا كله ضمن سياسة ممنهجة لمحو أي تراثٍ يمني أصيل مقابل الترويج لزوامل خرجة من الأماكن التي نشأت منها العائلة الحوثيه بكل تخلفها وهبوطها...
._ تكريس العمارة السلاليه..
تنقسم العمارة في اليمن إلى عدة أصناف وهي العمارة العسكرية وتضم كل المباني الحكومية والقصور والمنشآت العسكرية والمتاحف
والعمارة المدنية التي تضم المجمعات السكنية والأسواق والمباني الخدمية، واصبحت كلها بالمحصلة أدوات للهيمنة،
حيث أن الحوثي قام بمصادرة منازل عشرات الألاف من اليمنيين المعارضين له ومنحها لتوطين القادمين الجدد إلى العاصمة من السلاله الهاشميه ومواليه، بهدف تفتيت النسيج المجتمعي اليمني .
أنشأ الهاشميون عدّة مولات وعمارات وفلل ضخمه... ألخ هي أشبه بحواجز لتشتيت حياة المدينة الطبيعية في صنعاء ،
“كُرس التوزيع الديمغرافي في بعض الأحياء على أساس عرقي طائفي، حيث امتاز بعضها بأن معظم سكانها هاشميون مثل حي الجراف ، وأيضًا البيوت المحيطة بمنزل القيادات الحوثيه ملكًا لهاشميين مقربين من تلك القيادات وهم من عسكريين وسياسيين، وجميعهم من ابناء السلاله الهاشميه. هذه الأحياء والمدن في بعض الأحيان لا تسمح لغير الهاسمين بالدخول إلا بموافقة، المشرفين
ان هذه الأحياء..تشويه صورة المدينة معماريًا وعمرانيًا، في عدم تناغمها مع الهوية القائمة للمدينة والممتدة لألوف السنين”.
كرس الحوثي خلال عقد من
سياسة سلاليه في مختلف مجالات الحياة، العسكرية والمدنية بأشكالها كافة، ففرّق اليمنيين ومزق بالنسيج المجتمعي، ثم عمد إلى تجريم أي توصيف لسلالته المتوحشة، فبات أي حديث عن إل البيت او عن الهاشميه السياسية التي ينتهجها محط تكفير وتخوين واتهام بالعماله للثهيونيه وببث الفتة ووهن نفسية الأمة، فيما يواصل الحوثي تعزيز صفوفه بمزيد من السلاليين والطائفين من أتباعه واشياع سلالته.
التعليقات 0:
تعليقك على المقال