يوم الأغنية اليمنية
عادل الأحمدي
من استطاع أن يتعلم العزف فليفعل، ومن وجد في أحد أبنائه رغبة لتعلم العزف فلا ينهره ولا يمنعه، بل يشجعه إن كان ذا موهبة. فالغناء حاجة بيلوجية لكل الكائنات، والفن مَطلب حيوي في حياة الأمم. والدنيا حسب وصف الشاعر أحمد ضيف الله العواضي هي في الحقيقة:
حجَرٌ مالتْ على أخرى فكانت
جزُرُ الشوقِ وأصواتُ الغناء
ابتكر اليمنيون منذ القدم أروع الألحان وأروع الآلات واستقبلوا النبي عليه الصلاة والسلام في يثرب بأغنية.
وبالمهاجل والمهايد والأغاريد طرّزوا الجبال بالمدرجات ومشقروها بالحصون وأفعموا الحياة بالروعة والجمال. وحتى الحروب أوجدوا لها رقصات خاصة في كلٍّ منها سيناريو مكتمل للتكتيك الحربي المتماوج بين كَرٍّ وفَرٍّ وانقضاض، ثم جعلوها تقليداً في الأعراس وفلكلوراً للمحبة والسلام.
ليس عيبا أن تتعلم العزف بل العيب أن تترك عدوك يموسق وجدان أبنائك ويتبختر وحده في هذا المضمار الخطير سارقاً ألحانك ومزيِّفاً هويتك.
الفنان صانع حياة.. نحتاج إليه مثلما نحتاج للمُقرئ والمهندس والمؤرخ والفيلسوف. ولا ننسى أن الصبح يبدأ بزقزقة عصفور. وليس مطلوباً أن يصبح الكلُّ فناناً، بل أن يدركوا قيمة الفن ويفسحوا الطريق للعصافير.
#يوم_الأغنية_اليمنية
التعليقات 0:
تعليقك على المقال