فلسفة روح المرح في الشخصية اليمنية

محمد المقبلي

 

اثناء ايام العيد كنت اتأمل بصمت الصفحة العامة في فيس بوك مايتم نشره من صور عيدية للكبار والصغار وجميعها مصحوبة بالمباهج ومشبعة بقدر جيد من روح المرح بالشخصية اليمنية

 

المرح هو المحرك المركزي لروح اليمني..اليمني لا يشعر مطلقا بالنقص او الاهتزاز امام الهاشمية او الإمامة او نوائب الدهر فقد تنطفي روح المرح مؤقتا ثم تأتي المناسبات لتيقظها من جديد

 

احد اهم سمات الشخصية اليمنية هي الندية الروحية.. روح خلاقة لاتنكسر فمن يشاهد التظاهرة العيدية في فيس بوك لايظن الا كونها من مجتمع طبيعي اسكندنافي او لاتيني

 

لايعني تجاهل الارواح المنكسرة خلف الجدران الاربعة بسبب العوز وحتي تلك الارواح تبدي مباهج بطريقة ما ومرح..

 

جسدت الكثير من الأغاني الشعبية التي تبنت فلسفة المرح بينها الأغنية الشهيرة انستنا ياعيد التي تضمنت الدعوه الى المرح وتجاوز كلما سواها والترحيل لكل المنغصات الحياتية

 

او تلك التي كانت تعالج الهم من خلال الغناء الذي وصفه الفرنسي جون لامبير ان الغناء اليمني طب للنفوس من بينها الأغنية النسائية المتداولة في المناطق الوسطى

ياقلب لو ضاقت عليك غنيت

عيوصلك ياقلب ماتمنيت

 

في اشهر خطب الزعيم البريطاني تشرشل اشار الى اهمية روح المرح للقيادة والشعوب وكما لو انه يفسر انجذاب اغلبية اليمنيين لبرنامج غاغة للاضرعي كونه يحاكي فلسفة المرح والفكاهة والتندر من الكهنوت فاليمني يتهكم بهم تاريخيا

 

يحكي ان عبد الله البردوني ذهب في احد الأعياد الى الطبيب بعد ثورة سبتمبر وقال له الطبيب انه من المهم ان يمتنع عن اكل اللحم في العيد فرد البدروني بروحه المرح لم نعرف اللحم الا بعد الجمهورية وانت تريد منعنا

 

من الناحية الطبية والعلمية كشفت دراسة حديثة أن الإنسان المرح أقل عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة، وأن المرح المتفائل يتمتع بجهاز مناعي أقوى من المتشائم الانطوائي، فالإنسان المرح - كما يقول د. درادكه - ذكي وفطن يلتقط مواطن الجمال التي تثير البهجة، ولذلك أصبح المرح يوصف اليوم علاجًا نفسيًا..

 

عندما نتأمل الشخصية اليمنية من زاوية ثقافة المرح والمباهج المناسباتية نحن نقرأ ادق الخصائص التي يمكن البناء عليها لعالجة ظل الحرب الأضرار النفسية والاخلاقية على وجه الخصوص وخراب الوجدان الجماعي والروحي

 

من الناحية الفلسفية نظرية الفكاهة وروح المرح يرجع تاريخها إلى فلاسفة اليونان القدماء وبالأخص أفلاطون والتي على أساسها صاغ سيجموند فرويد نظرية التنفيس والتي تتمثل في أن روح المرح تتيح للإنسان التخلص من الضغوط النفسية.

 

انها روح المرح لدي الشخصية اليمنية جزء مهم من راس المال النفسي للشخصية التي من خلال يمكن استنهاض الروح الحضارية لليمنيين التي لم تندثر روحيا.