تفاصيل المقال

القشيبي"الاستشهاد خارج المألوف"

القشيبي"الاستشهاد خارج المألوف"

أحمد ردمان

أحمد ردمان

 

تبدأ المعارك وتستمر على أمل النصر لدى أطرافها، ويستشهد الأفذاذ في ميادين القتال وأعينهم ترنو  النصر، وتلك حالات طبيعية معتادة ورغم اعتيادها فإنها  لا تقلل من سمو هؤلاء الشهداء. 
إلا أن هناك صنف من الناس تجاوزوا المألوف في سيرهم نحو الذرى فسلكوا دروبا لم يسلكها قبلهم في كل أمة إلا فرد أو اثنان، وذلك بأن يخوض الرجل المعركة وقد تلاشت آمال النصر، واتضحت خيانات البعض ممن يدافع عنهم، وظهر خذلان الكثير ممن يؤمل فيهم.. ومع كل ذلك يستمر في القتال رغم وجود مسارات للخروج - هي بنظر الجميع مسارات مشرفة - إلا أن فرادة القيم التي يحملها وسمو النفس التي تسكنه تدفعه للاستمرار في القتال- لغير أهداف القتال المعتادة- إنما  يكون استمراره وفاء لقيم الوفاء مع رفاقه وشرفه، وأملا في رضوان ربه، واتساقا مع عظمة ما يحمل بين جوانحه.

والحق أن القشيبي لم يكن يعلم حينها أنه سيبث في أنفس اليمنيين روحا من نسيم القيم التي استمدها اليمنيون- دون إدراكهم لمصدرها- في معركتهم ضد الامامة منذ عشر سنوات.
فلقد كانت رياح الصمود والإباء الآتية من الثرى القشيبي الطاهر تهب على المقاتلين في مارب والبيضاء والفرضة وتعز وغيرها من مناطق الاشتباك مع البغاة فتعزز لديهم روح التحدي وتغذي في أنفسهم معاني العزة والفداء. 

إن ملهمي القيم في الناس ندرة نادرة كون ذلك الإلهام لا يتم استمداده الا من رجال ذوي مواقف متفردة لا يرقى الى مستواها الغالبية المطلقة من أبناء المجتمعات، وصدق سيد حين  وصف إحياء المبادئ في أنفس السالكين بعد ريّ الأفذاذ بدمائهم لها بقوله:  "حتى إذا استشهدنا من أجلها دبّت فيها الحياة من جديد". فلكم هي المبادئ التي أروى القشيبي روحها في أنفس الثائرين!! فسلام عليه في الأولين والآخربن.

التعليقات 0:

تعليقك على المقال