في يوم المرأة العالمي ..تحية للمرأة اليمنية الصامدة في زمن الانحطاط وفقدان القيم
نادين الماوري
يحتفل العالم في الثامن من مارس من كل عام بيوم المرأة العالمي وكانت الأمم المتحدة قد اعتمدت هذا اليوم عام 1975َم وبعدها بعامين أي في ديسمبر عام 1977م أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا اليوم ليكون يوما دوليا للمرأة والسلام العالمي..
ومنذ عام 1977م والعالم يحتفل سنويا في الثامن من آذار مارس بيوم المرأة العالمي .. ومؤسف أن تختزل رعاية نصف المجتمع بيوم تكرم فيه بالعام فيما بقية أيام العام تعاني فيها المرأة من كل صنوف القهر والتعسف في جميع أنحاء العالم دون استثناء ، وقد تكون المرأة في المجتمعات الغربية حيث الديمقراطية والحقوق الفردية أكثر من تعاني من التعسف هناك حيث تحول المرأة إلى (سلعة) وإن تحت ذرائع ومفاهيم ثقافية متعددة.
بعيدا عن هذا تقف المرأة اليمنية اليوم في مواجهة تحديات كبيرة، تحديات فرضها عليها النافذون ممن تقاسموا مصير البلاد واشعلوا الأزمات والفتن، فالمرأة اليمنية التي كانت المبادرة في انتزاع حقوقها وامتلاك حريتها وقرارها وكانت شريكة الرجل، وتقلدت أكثر المناصب السياسية أهمية ولنا في (بلقيس) ملكة سبإ نموذج شاهد على مكانة المرأة والتي شهد لها الله سبحانه وتعالى بالحكمة والحصافة والقوة والباس، ومع التحولات والمتغيرات التاريخية ظلت المرأة اليمنية في كل العصور هي سيدة مجتمعها فجاءت بعد (بلقيس) (أروى) وبعدهن مئات إن لم يكن آلاف من أسماء يمنيات سطرن أسماءهن في سجلات التاريخ رغم مراحل الظلام والقهر التي عاشتها اليمن، ومع قيام الثورة اليمنية، ضاعفت المرأة اليمنية من حضورها وانخرطت في المجتمع وساهمت في معركة البناء والتنمية والتقدم والتطور المجتمعي، لم تستسلم بل قاومت وأثبتت وجودها وحضورها كشريك للرجل في كل مسارات الحياة الوطنية، فكانت الطالبة، والدكتورة، والسفيرة، والسياسية، والحزبية، والقائدة، حتى احتلت مقود أحدث الطائرات العملاقة..
غير أن الصراع الذي فجرته انتهازية الرجل وضعت المرأة اليمنية أمام تحديات صعبة وجسيمة وغير مسبوقة من خلال انقسام السياسيين وتفجير الحرب الظالمة، والتي تعاني منها المرأة اليمنية أكثر من غيرها، فهي الام، وهي الابنة، وهي الزوجة، وهي الأخت، وحين تفقد الزوجة زوجها، والأم تفقد ابنها، والأخت تفقد أخيها، والابنة تفقد أباها في حرب عبثية تدور حول صراع نفوذ ومصالح مكاسب، يسعى إليها المتصارعون الذين يبحثون عن مصالحهم فوق أنقاض الوطن والشعب.
مؤسف أيضا أن يأتي الثامن من مارس هذا العام والمرأة اليمنية تعاني ما تعاني من الهموم وتواجه من التحديات اخطرها، ما تكابده من انتهاكات فرضتها عليها مليشيا الحوثي الانقلابية والمصنفة حركة إرهابية حيث تقوم مليشيا الحوثي بإخفاء النساء قسراً في سجون سرية، ويتم حرمانهن من التواصل مع أسرهن ومع العالم الخارجي، ويتعرضن للتعذيب والإساءة الجسدية والنفسية، بما في ذلك الضرب المبرح والاغتصاب والتهديد بالقتل، ويتم محاكمة النساء في سجون الحوثي محاكمات جائرة لا تمنحهن الحق في محاكمة عادلة بما في ذلك أحكام بالإعدام.
حيث تؤكد التقارير الحقوقية، أن ما تتعرض له النساء في سجون الحوثي يُشكل مخالفة واضحة للعديد من الاتفاقيات التي كفلت ووفرت الحماية الخاصة للمرأة ومنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية
وأيضا لا أنسى وجود أكثر من (200) امرأة يمنية عالقة في مدينة (بورتسودان) في حالة حصار مزرٍ لا أحد يكترث بمصيرهن
وهذه مناسبة لاطلق من هنا مناشدتي لكل أصحاب السلطة والقرار سواء من ينتمون للشرعية أو من ينتمون لسلطة الأمر الواقع، أو لكل يمني حر قادر على مساعدة تلك النساء اليمنيات السجينات في وطنهن أو العالقات في جحيم الحرب السودانية باعتبارهن (عرض وشرف ) كل يمني آملة أن يجد ندائي هذا ومناشدتي طريقا لمسامع كل المسؤولين ولكل القادرين من أصحاب الخير والقرار بمد يد العون لخواتهم وبناتهم ،
ختاما أرجو من الله وبهذه المناسبة أن يمن على بلادنا وعلى نساء اليمن والأمة والعالم بالأمن والسكينة والاستقرار دون أن اغفل حال نساء فلسطين اللاتي يواجهن أوضاعا صعبة ربما لم تتعرض لها أمثالهن في بلدان الحروب والصراعات الاجتماعية
تحية للمرأة اليمنية الصامدة والصابرة وتحية لكل نساء العالم اللاتي يكافحن في سبيل حريتهن وكرامتهن وانسانيتهن.
▪︎أكاديمية ودبلوماسية يمنية
التعليقات 0:
تعليقك على المقال