لن نتجاهـــــل التاريخ.. ولن يخدعونا
ابو اشيد مشرح
لايمكن أن نهمل التاريخ القديم والعلاقات بين الأمم والحضارات القديمة ونحن نتناول اي أحداث نمر بها في أي زمان أو مكان .
ولو قرأنا هذه الصيرورة التأريخية لعرفنا الكثير من الأسرار التي تستند اليها علاقات اللحظة ولازالت تؤثر فيها سلباً او إيجاباً..!!
حيث تولدت من رحم هذه الأحداث بعض المعتقدات والأساطير؛ أوصلتنا الى محطات شائكة نلتقي أو نفترق فيها وتنبثق منها كل المنطلقات الأثنية أو القومية بنسب متفاوته وتضل تتوارثها الاجيال في وعيها القومي وتنطلق منها في علاقتها الحالية ..
.... ربما نعيد اكتشافها من خلال هذا التاريخ..
ومن خلال قراءتنا لحقيقة *السبي البابلي الذي قام به الملك البابلي العظيم #نبوخذ نُصّر حين قام بغزو مملكة يهوذا اليهودية في القرن السادس قبل الميلاد ودمر المدن وقام بسبي اليهود ونفيهم الى بابل وتسريح بعضهم في الأقطار في مايسميه التاريخ بالشتات اليهودي..!!
يدين اليهود بالفضل للملك الفارسي #قورش الأكبر الذي حررهم من الأسر بعد سقوط المملكة البابلية وسمح لهم بالعودة الى الأرض المزعومة فنشأت عند اليهود مكانة دينية مقدسة للملك الفارسي وسموه المخلص..!!
إذ سمح لهم بالعودة الى أرض الميعاد وهو مايمكن أن نسمية اليوم في المعجم السياسي المعاصر بوعد بلفور الأول..!!
وفي هذا العصر بدأ التدوين والتحريف للتوراة حيث انحرفت العقيدة اليهودية الصحيحة وتداخلت بالوثنية الفارسية القديمة
.... ومن هذا المكان نفسه وفي نفس هذه الظروف وعلى هذا الأساس تشكلت أسس التشيع بالنسبة للدين الإسلامي الحنيف...
ومن هذه المنطلقات سنكتشف التعاون التاريخي عبر القرون...لنبين بجلاء عن بعض الحقائق..
عندها لن يستطيع أحد خداعنا واللعب بعواطفنا..
تشكلت الفكرة الصهيونية على أسس ومعتقدات قديمة جداً لها أهدافها وقواسمها المشتركة وأدبياتها وأدواتها ومصادر تمويلها...!!
وضلت تبحث عن وجودها الى أن أعلنها وعد بلفور المشؤم وتم تنفيذها في العام 1948 عام النكبة العربية لم تفق الأمة العربية من هول النكبه الا والخنجر في الخاصرة..!!
بداية التأسيس والأعداد الحقيقي للكيان الغاصب يبدأ قبل هذا التاريخ لنفهم على أي اساس قامت الفكرة الجديدة وبأدواتها الجديدة ايضاً...
نعلم أن الأستعمار الغربي هو الراعي والمنفذ والممول وهو الذي وعـد اليهود بوطن قومي في أرض فلسطين التاريخية على ذات الفكرة القديمة لكن على ماذا كان إعتماده في تطبيقها...؟؟
ولان الفكرة قامت على أساس تهجير اليهود من الغرب للتخلص منهم من العالم المسيحي وزرعهم في الجسد العربي كخطوة إستعمارية جديدة بالغة التعقيد...
تنبه حكماء الصهيونية الى الإستفادة من الوجود الديني لبعض الأقليات اليهودية في العالم العربي ليتم توضيفهم في هذا المشروع وبذلوا في ذالك الجهود السياسية والإستخباراتيه الجبارة وصرفوا الاموال في سبيل ذلك..
في ذلك الوقت كانت الدولة الفارسية "إيران" غارقة في ذاتها ولكــن هناك بعض الأقاليم العربية تحكمها بعض الأسر الهاشمية التي لها إرتباط روحي وتاريخي بالهوية الفارسية منها (اليمن _العراق _المغرب) فتشكلت أعظم الموجات البشرية من المهاجرين اليهود العرب من هذه البلدان الثلاث..!!
فكانوا اللبنة الأولى لإنشاء دولة الكيان وتهجير عرب فلسطين برعاية غربية وتنسيق وتواطئ إيران الفارسية التي ظلت في منأى عن ذلك ...
لم يقبل العرب بهذا وظهرت الحروب العربية الإسرائيلة واستمرالصراع العربي الإسرائيلي من تلك اللحظة... ومر بعدة محطات وحروب تنوعت بين نصر وهزيمة أذ دخلت الأمة العربية في حروب الإستنزاف ولكن بجهـود غير متكافئة وظروف اقتصادية وسياسية منهكة قامت بها دول عربية منفردة أستطاعت بعض الأحيان ان تحقق بعض التقدم عندما تتوحد فيها الجهود العربية وآخرها حرب نوفمبر 73 بين مصر والكيان....
واستمر هذا الصراع فيما يشبه المد والجزر وشتت جهود الغرب الذي أستمات في حماية اسرائيل والدفاع عنها... وتغيرت حينها الوسائل اذا فكروا بتحرير المارد الفارسي من القمقم ونفخوا فيه الروح ليواصل الدور الذي قام به أسلافة وذلك بمايسمى بالثورة الإسلامية في إيران وتكوين نظام الخميني وولاية الفقية ليتولى الدفاع عن إسرائيل نيابه عنهم ولكن بطرق خبيثة بل سمحوا لهم بتبني القضية الفلسطينية والقيام ببعض المناورات السياسية والكلامية وحتى العسكرية
... بينما هم في الحقيقة يستهدف الأمة العربية أو على الأقل يغرقها في صراع طائفي يشغلها عن قضيتها المصيرية الأم أمضى بأسلوب خداعي بالغ التعقيد ليوهم الجماهير العربية أنه صادق في توجهه واستمرت هذه المسرحية حتى اللحظة وكلفت الأمة الإسلامية الكثير اذا فقدت ذاتها وانكسرت روحها المعنوية فقد أسقط المد الفارسي أربع من أهم العواصم عربية وتشكيل محور المقاومة المزعومة حين أغرقت العواصم الأخرى في الفوضى والعمالة والإرتهان...
تبادل الأدوار والعداء الوهمي والمصطنع بين إيران والقوى الغربية سهل هذه المهمة إذ نجح الغرب في صناعة حكومات عربية عميلة وخانعة بنفس الوقت نجح الفرس بتشكيل محور المقاومة المزعوم لتصبح القضية الفلسطينية على المحك بين إبتزاز الغرب للحكومات الضعيفة وابتزاز ايران والشيعة للجماهير العربية ودغدغت عواطفها..
لذلك يجب أن نفهم المؤامرة الخطيرة وأن نرفض هذه التمثيليات السخيفة لكي لاينطلي علينا هذا التظليل ومايحصل اليوم من تسويق لهذه البطولات الإفتراضية لتلميع أعداء وجوديين للعرب ممثل بمحور الشر وتحسين وجهها القبيح وغض الطرف عن الجرائم الفضيعة بحق الأمة العربية التي ترتكبها كل يوم...
إذن من الحماقة أن نهمل هذا الحقيقة أو نتجاهلها ونحن نتناول أحداث الحاضر..!!؟
التعليقات 0:
تعليقك على المقال