داخل في المكسب خارج من الخسارة
عبد الله الحرازي
عندما قصفت إيران أرامكو السعودية من العراق سارع المرشد والرئيس الإيراني ووزير الخارجية الإيراني يومها وقبل إعلان الحوثيين أو علمهم إلى ثلاث تصريحات معاً بذات اليوم كلها تقول ذات العبارة : من حق اليمنيين ( ويقصدرون الحوثيين) أن يدافعوا عن أنفسهم.
تخيلوا هذا المستوى من التصريحات من أعلى ثلاث مستويات للسلطة في إيران وكانوا يومها أسرع حتى من يحى سريع الخرط ليظهر هو وسيده تالياً كعزب الويل الذي يفرح بالفضيحة يتبنون تلك الهجمات التى ثبت تالياً أن مصدرها العراق ومرت فوق الكويت.
أرادت إيران تسديد ضربة للخصم السعودي دون تحمل التبعات، فلا بد من حمار يشيل الليلة أو كما يقول المثل اليمني "دِم يقفد أكثر من ثمنه"، وبقيت السعودية محتاسة إذ لاجدوى من عقاب قط شوارع أهدر نصف تريلون دولار.
هؤلاء الحوثة الهبل ليسوا أكثر من "موطفة" الصراع في المنطقة.
موطفة لكل من يريد أن يقضي حاجته ويمسحها في وجيههم وهم يغامرون باليمن.
إيران تتهرب مع أذرعها المعتبرة في العراق/ سوريا / لبنان من دخول الصراع وفي ذات الوقت تشعر بعريها بعد كذبة (وحدة الساحات وصواريخ المقاومة)
أميركا ذاتها ليس أثقل عليها من اشتعال المنطقة في هذا التوقيت، ولذا وجدت المخرج في "شيعة الشوارع "البعيدين هناك في اليمن، فسارعت لتضخيم الكذبة مع محور إيران لتخفف من حدة الاحتقان الشعبي بطماشتين وكم زميرة، والجزيرة والعربي والميادين جاهزون لتبني الرواية والنقاش، ومنك يا صدق " ماهي دلالات؟" صواريخ لم ولن تصل إلا لغرفة أخبار الجزيرة من مصدر أميركي لا شريك له.
وهكذا يقضي الجميع حاجتهم السياسية عبر مرحاض السياسة في المنطقة (جماعة الحوثي)
التي صارت مثل "وريصة الضغاطة" الآن بالنسبة لأميركا وإيران والوسطاء، وأبو الفشرات اهز للكذب و محتاج لإدعاء البطولة أمام الداخل.
وإلا لو أراد المشاركة فعلآً فهناك أهداف إسرائيلية أقرب لليمن لا تتعدى ٨٠ كم غرباً وبعضها على الأراضي اليمنية في جزيرة ميون.
لكن لن تجد من يفكر فالكل في لحظة عاطفية مشحونة، وملاعين السياسية مستعدون للمراوغة وتوجيه الجماهير، وكان الله في عون المرابطين والأبطال الحقيقيين المتروكين للخذلان.
إنه نفس الدور والأداء الذي تقوم آلة الخداع الإعلامي مع معركة " ذات العامود" لكذاب الضاحية الجنوبية بتخصيص عشرات المراسلين يصورون دخان "أرجليتين" بنكهة "عنب رفع العتب " في عيتا الشعب ومزارع شبعا.
والحقيقة الواضحة الصارخة أن غزة متروكة، ولكنها إن شاء الله متروكة لنصرها العصامي وصمودها الأسطوري منفردة دون أدعياء وكاذبين ومتبجحين، كما تفعل كل كرة ومرة.
التعليقات 0:
تعليقك على المقال