تفاصيل المقال

يوم الآثار اليمنية

يوم الآثار اليمنية

يحيى حمران

يحيى حمران

 لم يكن لأبرز واقدم توثيق إخباري ورد منقوشا عن ادق تفاصيل حياة من شيدوا أولى الحضارات الانسانية ، بتأكيد مختلف الكتب السماوية تلميحا وايجازا، ابتدا بوصفها أرض الجنتين المخضرة بساتينها المعروشات، وافرة العطاء بما لذ وطاب وظل ظليل. 

 

ما كان لها أن تغدق على ابناء سبأ بثمارها، لولا تشييدهم أول واكبر مجمع مائي في تأريخ البشرية، بين صخور وعرة وارض جدب تحيط بها أكوام من الرمال الملتظية بفيح الصحراء، بتأكيد ما عثر عليه تفصيلا من نقوش مسندية بين جنبات بهو وعمدان معابدها الشاهقة، وملحقات فنائها فارهة التشييد، وزاهية الجمال، ببراعة وإتقان هندسي تأخذ الألباب بمجرد النظر إليها ، بعد أن كنزت مدفونة بعوامل الزمن التي حافظت عليها من عبث الطامعين في عاصمتهم السياسية مأرب منذ آلاف السنين.

 

سيكتب التأريخ ان ابشع جريمة في حق الآثار والتراث الانساني حدثت في اليمن، بتهريب ما يزيد عن عشرين الف قطعة اثرية، بين تماثيل بشرية وحيوانية وختوم مليكة منحوتة بأسماء الملوك من الذهب الخالص، ونسور ذهبية كتخليد لأول شعار لدولة في التأريخ ، قبل ان تعرف الحضارات معنى الختوم الملكية او الشعارات الرسمية. 

 

وإلى جانبها عدد من التحف واللوحات الفنية التي رسم عليها بعض عادات وتقاليد، وكذلك طقوس المجتمع، وكذلك مباخر ومقتنيات شخصية فريدة من نوعها في دقة الصنع وجمال الزخرفة، هي اليوم إما معروضة في اسواق المزادات او المتاحف العالمية، وهذا هو الظاهر علانية أما ما خفي فهو اعظم ، ولا بد من السعي الحثيث رسميا ومجتمعيا لملاحقة المجرمين واستعادة ما تم نهبه، او على الاقل الحد من تفاقم الجريمة التي تنهش في جسد حضارتنا مع شروق شمس كل يوم جديد. 

 

الآثار هي ارشيف الحضارات الانسانية الضاربة في جذور التأريخ، ومن خلالها تعرف الامم ماضيها الذي تستشف منه طريقها نحو المستقبل التليد، على قاعدة البدء من حيث انتهى السابقون وليس العكس.. 

 

 

التعليقات 0:

تعليقك على المقال