لقد خرج اليمنيون من القمقم
فهد سلطان
يصح أن نقول: أنه على الجانب العسكري والسياسي فشل اليمنيون خلال سنوات الحرب من استعادة دولتهم، ولذلك أسبابه ومسبباته الكثيرة. لكن على المستوى الوطني وكشف حقيقة السلالة "المجرمة" في اليمن فهناك جهد كبير وكبير جدا، وللشباب دور لا يستهان به. فمالم يجرؤ الآباء على التصريح به، فتناولوه غمزا ولمزا في مواجهة الإمامة فعله الأبناء بكل اقتدار وبلا أي تحفظات.
لقد كان من نتائج ذلك أن سقط صنم القداسة للسلالة الهاشمية لدى معظم اليمنيين، وعلى الأقل طرحت وأثيرت أسئلة كثيرة يصعب الإجابة عليها، وتحتاج السلالة إلى عقود طويلة لتبيرها أو الإجابة عليها وذلك محال أما جيل جديد خرج من القمقم وشب عن الطوق كما يقال، وبات اللعب على المكشوف.
خلال ستين عاما مضت وضُعت كثير من الخطوط الحمراء في مناقشة الإمامة والسلالة الهاشمية داخل كل الأحزاب والتيارات وفي مناهج الدراسة وعلى مستوى المساجد والمدارس والمنابر الفكرية كلها، لقد كان الحوار والنقاش يصل إلى مستوى معين ويتوقف، لكن مع الجيل الجديد تبددت وطرحت كل شيء على مائدة البحث، والنقاش، والحوار، والجدل، وبسقف عالي، فتهاوت أمام أنظارنا الخرافات واحدة تلو الأخرى، وتمدد البحث ليصل إلى أبعد نقطة، يقف بعض العرب أمامها - حاليا - حيارى مما فعله اليمنيون.!
هذا الوعي الكبير سيأتي أكله ذات يوم، إنه ينموا يوما بعد أخر، ولا زلنا في بداية المشوار، ولا يمكن إعادة التشييد والبناء من جديد إلا بعد أن يسقط الزيف كله وكل ما لا يستطيع أن يصمد أمام الأسئلة والبحث فليذهب إلى الجحيم.!!
التعليقات 0:
تعليقك على المقال