( سبأ في المصادر التاريخية ) " تاريخ مسمى ( سبأ ) منذ الألف الثالث قبل الميلاد
منتدى معد كرب القومي
القيل / حسني السيباني
• تحتضن اليمن آثار حضارة من أعظم الحضارات و أقدمها التي عرفها العالم و تحدثت عنها الكتب السماوية الثلاثة و الآثار و النقوش المكتشفة القديمة و هي حضارة مملكة سبأ اليمنية العريقة و نجد أن إسم سبأ قد تم ذكره في المصادر التاريخية القديمة سواء في اللقى الأثرية أو المدونات الكتابية أو في الكتب الدينية ( القرآن الكريم و هناك سورة خاصة تحمل إسم ( سبأ ) و كتب العهد القديم ( التوراة و الإنجيل ) بوصفه من أقدم كتب الأديان السماوية فقد ورد ذكر سبأ في الكتابات السومرية و الآشورية و المصرية و في كتب العهد القديم و القرآن الكريم و في الكتب الكلاسيكية اليونانية الإغريقية و الرومانية و اللاتينية.
• هناك نص سومري يرجع إلى عهد الملك " أرادننار Aradnanar باتيسي " من أسرة " لجش Lagash " الثانية و التي عاصرت أسرة ملوك أور الثالثة التي حكمت في النصف الثاني من الألف الثالث قبل الميلاد - جاء فيه كلمة " Sabu " Sa-bu-um=Sabum " سابوم " التي وردت عند ملوك " أور " و تعني ( سبأ ) في حوالي سنة " 2500 ق.م " بالقرن الخامس و العشرين قبل الميلاد " القرن 25 ق.م " .
• وكما يذكر العالم الألماني : " فرتز هومل " عالم الآثار و اللغات و النقوش القديمة إلى أن هذه الكلمة " Sabum " التي وردت في النصوص السومرية منذ الألف الثالث قبل الميلاد إنما تعني " سبأ " التي وردت في التوراة و ذلك يعني إن تاريخ سبأ يعود إلى الألف الثالث ق.م .
• ورد ذكر سبأ في النقوش الحوليات و السجلات الآشورية القديمة منذ الألف الأول قبل الميلاد في عهد تغلات فلاصر الثالث منذ نهاية القرن التاسع و بداية القرن الثامن قبل الميلاد ( 850 - 727 ق.م ) حول تجارة السبئيين في شمال الجزيرة العربية و وجود جالية سبئية يمنية هناك في ددان و لحيان و تيماء للتجارة التي كانت تأتي من اليمن إلى بلاد العراق و الشام عموماً و الآشوريين لم يصلوا في فتوحاتهم إلى أرض اليمن بينما ضموا و حاربوا العديد من الشعوب .
• و قد ورد ذكر الإسم ( سبأ - ر / سبارا ) في النصوص المسمارية السومرية - الأكادية و كذلك ورد لفظ ( سبار ) مقرون بأسماء الملوك في جنوب الجزيرة العربية ( اليمن ) في المصادر التاريخية الكلاسيكية الإغريقية اليونانية و الرومانية و منها ما جاء في كتاب ( الطواف حول البحر الإريتري ) حيث يذكر جواد علي في كتابه ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام )
عن ميناء المخأ أن هذا الميناء : ( كان في أيام صاحب كتاب ( الطواف حول البحر الإريتري ) تابعاً لملك سماه كربئيل ملك سبأر ( sapphar ).
• ورد ذكر سبأ في النقوش الحوليات المصرية القديمة من عهد الدولة المصرية الوسطى في القرن الواحد و العشرين - و العشرين قبل الميلاد القرن 21 - 20 ق.م ( 2010 – 1998 ق.م ) منذ نهاية الألف الثالث قبل الميلاد في عهد الملك سعنخ كارع – منتوحوتب الثالث من الأسرة الحادية عشرة نقلاً عن المترجم لهذا النقش و هو شاباس حيث قال : " أهتم حنو في ترتيب المواصلات بين مصر و بلاد العرب و نقش ذلك على حجر في وادي مغارة أرسلني الملك لأوصل السفن إلى بلاد العرب و لأحضر له الصمغ ذا الرائحة الذكية ( أعني البخور ) الذي جمعه رؤساء الصحراء للملك خوفاً منه لأن رعبه عم جميع الأمم فتوجهت من قفط و معي جنود من جنوب طيبة يحفرون التجريدة المرسلة لمقاتلة الأعداء في بلاد العرب و عددها ثلاثة آلاف رجل و كان معي أيضاً نحاتون و عمال و ضباط فررت بالكفر الأحمر ثم بأرض مزروعة و أعددت معي قُرباً و آلات لحمل زلع الماء و كانت عشرين زلعة فصارت تحملها الرجال مع التناوب و حفرت أربع أحواض أحدها كان في غاية متسعة و مقاسة إثنتا عشرة قصبة و إثنان في محل يُدعى ( أتاحتت ) مقاس أحدهما قصبة واحدة و عشرون ذراعاً و مقاس الآخر قصبة و ثلاثون ذراعاً و رابعها كان في جهة تُدعى ( أتب ) طوله عشر قصبات في مثلها و عمقه ذراع واحد ثم وصلت إلى ( سبأ ) و أنشأت هناك سفن لنقل المحصولات من مين البقيع و رجعت من ( سبأ ) إلى ( واك ) و ( رهان ) فأحضرت منهما الحجارة النفيسة لتماثيل المعابد و لم يحصل مثل ذلك من قبل و كذا لم يعهد أن أحداً من أقارب الملوك أرسل إلى تلك الجهات غيري و إنما فعلت ذلك لفرط محبة الملك لي *
• قال ( شاباس ) المترجم لهذه الحكاية الأثرية أن ( حنو ) هو أول من فتح الطريق الموصل من ( قفط ) إلى بلاد العرب بأمر الملك ( سعنخ كارع ) و جعل فيها خمس محطات و عيوناً للماء فكانت سبباً لترتيب المواصلات فيها و سلوكها بالقوافل التي كانت تأتي بالبضائع و السلع من بلاد الهند و العرب إلى مصر و إستمر هذا الطريق كذلك إلى عصر اليونان و الرومان و كان المصريون يطلقون على الحضرموت و اليمن إسم ( بون ) فأخذ العرب هذا الإسم و وضعوه للبُن المعروف بالقهوة و سموا هاتين الجهتين بالحضرموت و اليمن .
• ورد ذكر سبأ أيضاً في النقوش الحوليات المصرية القديمة من عهد الدولة المصرية الحديثة ففي القرن الخامس عشر قبل الميلاد القرن 15 ق.م ( 1479 ق.م ) منذ منتصف الألفية الثانية قبل الميلاد ورد تقديم هدايا من البخور للملك المصري تحتمس الثالث سادس فراعنة الأسرة الثامنة عشر و الذي كان مسيطراً على سورية حينها و هذه الهدايا كانت بخوراً مما يدل على قدم سيطرة اليمنيين القدماء على مناطق إنتاج البخور و تجارتها العالمية التي كانت مركزها الأول من اليمن.
• و ورد ذكر سبأ كذلك في النقوش الحبشية القديمة كما تستشهد بذلك نقوش حبشية لملوك كان لقبهم : « مكرب دعمت " سبأ " » منذ القرن الثامن - السابع قبل الميلاد و يذكر العالم الآثري اليمني البرفسور الدكتور محمد عبدالقادر بافقية في كتابة و هي النقوش التي إستعرضها في كتابة « توحيد اليمن القديم » باللغة بالفرنسية و الذي كان نصه مادة الرسالة للدكتوراة الدولة من السربون عام 1983م و كان العالم الباحث الدكتور الهولندي المرموق الأستاذ دريفز أحد تلاميذ العلامة الكبير الراحل الفريد بستون أحد أبرز علماء النقوش اليمنية المسنديات قد تولى نشرها و مملكة دعمت فقد دلت النقوش الأثرية التي وجدت فيها بإنها مملكة سبئية قديمة كانت تحكم من سبأ باليمن.
• و هناك إشارات أخرى في ذكر سبأ في كتب العهد القديم في التوراة و الإنجيل بأنهم كانوا يمارسون الزراعة و التجارة و أن قوافلهم التجارية كانت تصل إلى بلاد الشام و ذلك نحو 1000 ق.م القرن الحادي عشر و العاشر قبل الميلاد 11 - 10 ق.م و أنها كانت تسيطر على طريق التجارة الرئيس الذي يربط جنوب الجزيرة العربية بسورية و مصر و كان التجار من سبأ ينقلون خير أنواع البلسم و اللبان و المر و الأصماغ العربية و الأحجار الكريمة المتنوعة و الذهب إلى السوق بمدينة صور الكنعانية الفينيقية في لبنان .
• و ورد ذكر سبأ في التوراة حيث تقول : " سمعت ملكة سبأ بخبر سليمان لمجد الرب فأتت لتمتحنه بمسائل فأتت إلى أورشليم بموكب " ( سفر الملوك الأول 10 : 1 - 13 ) .
• و ورد كذلك في التوراة عند قول : ( و سمعت ملكة سبأ بخبر سليمان لمجد الرب فأتت لتمتحنه بمسائل فلما رأت ملكة سبأ كل حكمة سليمان ) " سفر الملوك الأول 10 : 1 " .
• و ورد كذلك في التوراة أيضاً حيث تقول : " بأن أهلها سيأتون محملين بالطيب على ظهور الجمال ليعظموا المسيح اليهودي " ( سفر أشعياء ) .
• و يطلق اليهود لفظة (عبرية : תֵּימָנִי تيمان = تيمن ) على يهود اليمن .
• و ذكرت ملكة سبأ في الإنجيل : " بأنها ملكة الجنوب أو ملكة تيمن = اليمن "
« ملكة تيمن ستقوم في الدين مع رجال هذا الجيل و تدينهم لأنها أتت من أقاصي الأرض لتسمع حكمة سليمان و هوذا أعظم من سليمان ههنا » ( إنجيل : لوقا 11 : 31 ) .
• و كذلك في الإنجيل : ( ملكة التيمن ستقوم في الدين و تدينه لأنها أتت من أقاصي الأرض لتسمع حكمة سليمان ) " إنجيل متى 12 : 42 " ..
• يظهر إسم سبأ كذلك عند المكاربة السبئيين القدامى منذ نهاية الألف الثاني و بداية الألف الأول قبل الميلاد و خاصة عند المكرب " سمه علي " منذ القرن العاشر - التاسع قبل الميلاد في النقش الموسوم بـ Glaser 1147 و المكرب هو الكاهن الأعظم و المقرب من الإله .
مصدر : Handbuch, I, S., 75
• جذر ( سبأ ) : -
فعل ( سبأ ) شائع و شهير في النقوش المسندية اليمنية القديمة و معناه : " غزا ، أغار ، سار ، تقدم ، سافر ، رحل ، طرق ، مشى " و بالنقوش كلمة ( سُبْأة ) و تأتي بمعنى : غزوة ، حملة ، سير .
و مثله كلمة ( مَسْبَأ ) بالمعاجم و معناها : سبيل ، طريق ، مسار ، مسلك ، ممر ، ممشى ، مجرى
و تسمى أماكن حجز المياة لري الزروع تسمى سبة و هي عملية تقطيع الجربة إلى عدة سباب بأشكال مختلفة و سبأ يعني القديم و العتيق أيضاً .
• حقيقة كل تاريخ اليمن مرتبط بالماء و مجرى الماء و إسم اليمن مشتق من اليم أي ( الماء ) يم + ان = ماء الإله و أيضاً لفظ مأرب = ماء الرب و غير ذلك من الأسماء التي تدل على الماء و قدسيته و لهذا إرتباط وثيق في البحث عن منابع الماء في تاريخ اليمنيين القدماء للبحث عن أسرار المعرفة فكانوا مولعين بالغزو و الإنتشار بحثا عن منابع الانهار و تكوين جاليات عديدة عبر حضارات العالم القديم .
• و لكل أمة تراث وآثار و الأمة الحية هي الأمة التي تعتز بتراثها و آثارها على إعتبار أن ذلك التراث و تلك الآثار جزء أساسي من مكونات تاريخ و حضارة و هوية تلك الأمة و هي التي توثق و تكشف عن عراقة هذه الأمة و تدوين تاريخ واضح و صادق لأبرز ما مر بهذه الأمة من أحداث كما أنها تشكل وثيقة عهد بين الأجيال السابقة و الأجيال الحالية و الأجيال القادمة و همزة وصل بين الأجداد و الآباء و الأبناء و الأحفاد و تحافظ على الهوية التي تميزت و تتميز بها هذه الأمة عن غيرها من الأمم و توثق الصلة بين الأجيال السابقة و الأجيال اللاحقة و تمنح الأجيال اللاحقة الشواهد الحية التي تجعلهم قادرين على الإعتزاز بتراثهم و آثارهم و تاريخهم .
• يعني إسم سبأ من الغزو كما هو بين من مصدر اللفظ في النقوش اليمنية القديمة سبأ أي غزا و ( سبأتن ) أي الغزوة و نون الآخر هي أداة التعريف و رسم المسند يثبت أن الإسم مهموز الآخر و هو كثير في النقوش و أما أرض سبأ في الأصل فهي منطقة مأرب .
• و السبئيين تعنى في اللغة السبئية نفسها الرجال المحاربون ( في سبيل الإله ) و سبأ تعنى الحملة العسكرية كذلك و عليه فالسبئيون رجال محاربين و سبأ تعني كذلك الكهنة الكهان المعظمون و هذا يتطابق مع فترة حكم لقب المكاربة أي الكهان كان المعبد المقدس فسبأ يجمع هذا كله بأنه رجل محارب في سبيل الإله و كاهن أعظم للمعبد و معلم و مرشد نجمي و فلكي و غازي للأشرار و قاتلهم و أيضاً لها إرتباط بالزراعة و الري و المياة التي هي الخصوبة فسبأ هي منظومة كونية متكاملة تسعى الروح للإرتقاء بها في صيرورة الحياة .
• في المعجم الوسيط :
إسم رجل يجمع عامة قبائل اليمن ( يصرف و يترك صرفه و يمد و لا يمد ) و في المثل ( تفرقوا أيدي سبأ ) و أيادي سبأ ضرب بهم المثل في التفرق لأنه لما غرق مكانهم و ذهبت جناتهم تبددوا في البلاد فأخذت كل طائفة منهم طريقاً .
• و في مختار الصحاح :
( السبي ) و ( السباء) الأسر و قد ( سبيت ) العدو أسرته و بابه رمى و ( سبأ ) أيضاً بالكسر و المد و ( أستبيته) مثله. و ( السابياء ) النتاج و في الحديث : " تسعة أعشار البركة في التجارة و عُشر في السابياء ".
• ( سبا ) من أسماء النجوم فى مصر القديمة : -
كانت كلمة " نجم / نجمة " باللغة المصرية القديمة تنطق " سبا " ( Seba ) و تكتب بالهيروغليفية برسم شكل النجمة الخماسية ( النجمة ذات الخمسة أشعة ) و كان قدماء المصريين يطلقون على سماء الليل إسم " كبحو سباو " ( Qebhu Sebau ) و يترجمها اللغويون إلى " قبة السماء المرصعة بالنجوم " و لكن المعنى الحرفي لهذه الكلمة هو " ماء النجوم النقي / الطهور " و عرفت بعض النجوم عند قدماء المصريين بأسماء معينة مثل نجم " سوبدت " ( Sopdet ) و هو نجمة الشعرى اليمانية المعروف عند الإغريق بإسم " Sothis " و بالإنجليزية بإسم " Sirius " .
• و في كتاب الخروج إلى النهار من النصوص المعروفة بنصوص " كتاب الموتى " ورد ذكر لفظ ( سبا ) و الذي يعني أوزير أي أوزريس في الفصل الرقم 179 ما يلي نصه :
" لقد ذقت الموت بالأمس و لكني ولدت اليوم من جديد لقد أتيت للوجود من رب الوجود
أنا [[ " سبا " ]] ( أوزير ) الذى أتى للوجود من شجرته و أنا " نون " الذى أتى للوجود بقدرته .
أنا رب تاج ال " وررت " ( العظمة ) أنا حورس الذى ثأر لعينه لقد ذقت الموت بالأمس و لكني ولدت اليوم من جديد لقد فتح الطريق أمامى , و خرجت للنهار , و بعثت حيا , و إنتصرت على عدوى ( الموت ) , و تمكنت منه , و لن يفلت من يدى لقد منحت المقام الرفيع , و إكتسبت هيئة كيان إلهي حي . و صنعت طريقى , و تخلصت من الأشياء التي تقلقني ( تخيفنى ) , و صرت مع أتباع أوزير الذي يلتف بردائه و إمتلكت القدرة على التحول إلى أى هيئة يريدها قلبي لم تعد خناجر حراس البوابات تخيفنى , صرت أنا رب الخناجر , و لن تصيبني الجراح لقد صنعت طريقي أنا الكاتب الذى يدون كل شىء , حتى عطر البخور لقد خرجت للنهار ( بعثت حيا ) , و إنتصرت على عدوى , و تمكنت منه و لن يفلت من يدي أنا رب التحولات , لأني أمتلك القدرة على التحول إلى هيئة كل كيان إلهي و هم جميعاً يسكنون داخل كياني " .
• و قد أطلق المصريون القدماء على المدرسة باللغة الهيروغليفية لفظ " بر - عنخ " و تعني بيت الحياة و أحياناً يطلق عليها لفظ " عت سبا " و تعني مكان العلم كما أطلقوا على المدرس لفظ " سباو " و تعني النجم أو المرشد أو الهادي .
• و في كل من هذه المدارس يوجد مكتبات يطلق عليها " برن سشو " و تعني بيت المخطوطات و كانت تحتوي على برديات في كل فروع المعرفة لتكون كتباً و مراجع للدارسين و كانت الربة الحامية لهذه المكتبات الإلهة " سشات " .
• أما التعليم الأساسي للكتابة فقد عرف له مبنى آخر مستقل عرفه المصري القديم بإسم « عت سبا » بمعنى مكان العلم أي المدرسة و قد يبنى مستقلاً أو يلحق بمعبد كما كان في معبد الرامسيوم في عصر الدولة الحديثة و كلمة « سبا » بالمصرية القديمة تعني أيضاً النجم و إشتق منه أيضاً لفظة المعلم « سباو » أي المرشد و الهادي و هي صفة عرفها المصري القديم للنجوم .
• و هناك ثمانية أنواع من المدارس في مصر القديمة و أقدمها و أشهرها هي مدارس “ عت سبا ” أي قاعة الدرس أو المدارس التقليدية و كانت في العواصم و المدن و كانت أحياناً داخل المعابد و ملحقاتها و أحياناً أخرى تكون فى مباني مستقلة مدرسة حول معبد “ الرمسيوم ” و أخرى بدير المدينة بجبانة طيبة و كانت “ عت سبا ” المدرسة في دير المدينة و هي قرية العمال و الفنانين في طيبة الغربية و التي تعود لعصر الدولة الحديثة من أشهر المدارس و التي كان يدرس فيها التلاميذ الكتابة و القراءة و كان يلحق بها تلاميذ من فئات مختلفة من الشعب و كانوا يلتحقون بها في سن مبكرة ما بين خمس و عشر سنوات .
• دلالة كلمة " سبا " بالهيروغليفي : -
كلمة سبا لها معاني مثل نجمه _ بوابة _ حكمة _ تعاليم و لكن هذه الكلمة عند النظر إليها يجب ملاحظة كيف ربط المصري القديم بين الحكمة و التعاليم بالنجمة التي في السماء :
1 - النجمة التي في السماء هي التي ترشد السائر في ظلمة الليل .
2 - صور المصري القديم النجوم بالحكمة لأن الحكمة هي التي تحول أروح البشر الي أرواح مشرقة في السماء .
• كانت كلمة “ نجم/ نجمة ” باللغة المصرية القديمة تنطق “ سبا ” ( Seba ) و تكتب بالهيروغليفية برسم شكل النجمة الخماسية ( النجمة ذات الخمسة أشعة ) .
• و من الأسماء التى أطلقها قدماء المصريين على السماء أيضاً كلمة " كبحو " و التى تترجم عادة بمعنى القبة السماوية أو قبة السماء أما المعنى الحرفي للكلمة فهو " الماء الطهور " أو " الماء السماوي " .
• و قد إستخدم قدماء المصريين فى كثير من الأحيان الرمز الهيروغليفى لكلمة " بت " كمخصص لكلمة " كبحو " لأن الكلمتين تحملان نفس الدلالة و هي السماء العليا .
• ترد كلمة " كبحو " غالباً فى النصوص الدينية التى يتم ترتيلها بصوت الكهنة فقد جاء فى بعض النصوص أن ( أبواب السماء تفتح و أبواب ال " كبحو " تفتح على مصرعيها ) أو بمعنى أدق أن ( أبواب السماء تفتح أما هويس مياة السماء فيفتح على مصرعيه ) .
• و هناك نجوم وجدت أسماءها فى النصوص المصرية و لم يستطع العلماء تحديد هوية هذه النجوم مثل “ سبا واتي ” ( Seba Wati ) و معناها “ النجم الفريد / الوحيد ” و أيضاً “ سبا – ور ” ( Seba Wer ) أى النجم العظيم .
• و جاء فى أحد النصوص الدينية التى تخاطب الملك أن روحه ستغتسل و تتطهر فى ماء النجوم الطهور " كبحو سباو " .
• و تصف اليروية ( أني – Ani ) توصيف لملامح و وظائف ( راع ) و أسطورة الصراع مع عدوه الأفعوان " سباو Sebau " حيث تقول :
《 لك التجلة يا من أتيت بوصفك خيبيرا خيبيرا خالق الآلهة إلا أنك لتشرق و تسطع بارع إن أولئك الذين يسكنون في الأعالي و أولئك الذين يسكنون في الأعماق يمجدونك و الإله " تحوت Thoth " و الربة " ماعت Maat " قد شقالك دربك من أجل كل يوم إن عدوك الأفعوان قد ألقى به في النار و العفريت الأفعواني " سبا و Sebau " قد سقط فعلاً و لقد غل ذراعه بالأغلال و لقد بترت ساقيه و أبناء التمرد العنين سوف لن يثور ضدك بعد اليوم إن جلالة الإله المقدس تنطلق و تتقدم حتى إلى أرض مانو و هاهو ذا يجعل الأرض تتألف لدى ولادته كل يوم 》هذا النص الذي إتخذ أسلوب الدعاء القائم على الدعاء يقدم لنا سرداً لإحداث كونية و يعطي تحدداً لمكان المتخيل حيث نلاحظ إن النص يقدم تصوراً عن صراع يحدث بين الإله " رع " إله النور و بين " سبار sebau " و هو خيوط الظلام التي يطاردها راع و يهذمها و سرعان ما يصبح له الهيمنة المطلقة حيث إنتصاره اليومي على الظلام لكن عورة الظلام ثانياً تؤكد هذا الصراع الأزلي بين الضوء و الظلام الذي يأخذ شكل راع أسطوري بين ( " راع " و " سباو " ) وهذا لصراع كوني ( نجد في الأساطير المصرية حية طولها 30 ذراعاً تسكن سفح جبل باخو تستمد منه قوتها و تتحول في الجحيم تعادي إله الشمس " رع" بحيث إن سفينة الإله تواجه كل ليلة خطر التنين كما إليها تنسب كل السقطات المرتكبة لذا يخلق الإله آلهة منسمه لطعن التنين و الإجهاز عليه و لولا هذا الإنتصار لقى الوجود و هذا النموذج يظهر " رع " معبراً عن محور الرغبة لجميع المؤمنين به فهو الإله المنفذ من هيمنة الظلام و ما يدعمه من أنصار يغدو " رع " البطل المعبر عن محور الرغبة للمؤمنين فلهو الذي يحول دون فناء الوجود و إلى جانبه يقف كل المؤمنين و بالمقابل " سباو " الأفعوان الحية العظيمة و هي تعبير عن الظلام و كل الكائنات المتمردة المعادية لـ" رع " مع " سباو " أو رامة كونية تركت تأثيرها في كل الأفكار الكونية فيما بعد .
المصادر :
- F. Hommel, In Hilprecht's Exploration In The Bible Land, P.793 .
- Encyclopaedia Of Islam, 4, P.3 .
- A.Grohmann, Op. Cit., P.24 .
- Ei, 4, P.3 .O'leary, Op. Cit., P.87 .
- K.A Kitchen documentation of ancient Arabia part 1 p.110 .
- J.B. Philby, Op. Cit., P.141.
- D . Alan Alford : Book : The Midnight Sun .
- A Concise Dictionary Of Akkadian .
- اليمن عبر التاريخ من القرن الرابع عشر قبل الميلاد إلى القرن العشرين : د . أحمد حسين شرف الدين .
- مصر و الشرق الأدنى القديم : " أنظر عن عصر أسرة أور الثالثة " : د . نجيب ميخائيل .
- العقد الثمين في محاسن أخبار و بدائع آثار الأقدمين من المصريين : العالم و رائد و مؤسس المدرسة المصرية لعلم الآثار المصرية و أبو العلماء المصريين الأثريين : أحمد حسن أحمد عبدالله .
- البرهان على عروبة اللغة المصرية القديمة : د . علي فهمي خشيم .
- المعجم السبئي : د . بيستون و آخرون .
- المعجم الوجيز ( هيروغليفي - عربي ) : د . سامح مقار .
- توحيد اليمن القديم باللغة الفرنسية : د . محمد عبدالقادر بافقية .
- أوراق في تاريخ اليمن و آثاره : د . يوسف محمد عبدالله .
- المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام : د . جواد علي .
- الطواف حول البحر الإريتري : كاتب يوناني من أواسط القرن الأول الميلادي .
- الخروج في النهار : المركز القومي للترجمة - القاهرة المؤلف : نصوص مصرية قديمة -المترجم : شريف الصيفي .
- شمس منتصف الليل : د . آلان ف ألفورد .
التعليقات 0:
تعليقك على المقال